ISET

مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث : مجال اهتمامات المركز ومشاغله البحثية يتجاوز الأشخاص والجهات، مركزا على شتى ألوان الثقافة العربية الإنسانية التي أنتجتها هذه البلاد وما جاورها؛ دون أن نغفل الثقافة الإنسانية العربية والعالمية منها عموما
 اتصل بنا من نحن بحوث مرويات النشاطات الرئيسة

بقلم أحمد بن حبيب الله:  

مدرس باحث؛ كلية الآداب، جامعة نواكشوط

 

النسيب في ديوان محمد بن الطلبه اليعقوبي
مقاربة وصفية تحليلية

 

1-    نشأة النسيب[1] الموريتاني

أ‌-       إن نشأة النسيب الموريتاني مازال مجهولة كنشأة الشعر العربي عامة، فأمرؤ القيس يصرح[2] أنه ليس أول شاعر بكى الديار. وشعره يأبى أن يكون أول شاعر عربي ، لما فيه من تنوع الأغراض والأوزان والنضج في البناء الفني والصفاء في التعبير. ولكننا نعرف أن الغزل أو النسيب العربي أخذ يتطور في العصر الإسلامي تطورا كبيرا..."[3] فوجدنا أن شعراءه اختاروا "من الألفاظ أرقها أرقها وأعذبها وأحسنها وقعا في الأسماع والنفوس"[4] خاصة "في بيئة الحجاز المترفة في العصر الأموي حيث ظهر الغزل العذري..."[5]

ب‌-  من المحتمل أن يكون النسيب من الأغراض الضائعة بضياع حلقات عديدة من الشعر الموريتاني الذي يفترض أنه صاحب الهجرات[6]العربية إلى هذه البلاد. وظل ينمو مع الفتح الإسلامي، وفي ظل الدولة الصنهاجية {411-434هـ } والمرابطية {434-541هـ} وإن كان الشعر في العهد الصنهاجي والمرابطي ضاع ولم يصلنا منه إلى القطعة [7] المنسوبة إلى الإمام الحضرمي المرادي {ت489هـ}. وما وجدنا من النسيب الموريتاني بعد ذلك إلى بيتي[8] اليعقوبي[9] الذي عاش في القرن الحادي عشر الهجري .

على أن بعض[10]دارسي نشأة الشعر الموريتاني يرى أن النسيب"لم يحظ باهتمام خاص من شعراء النشأة ..."[11] وأن ما وجدنا منه كان "فاتر العاطفة باهتها[12] ..."

وإذا كان بعض دارسي نشأة الشعر الموريتاني يرى أن ابن رازكه هو أول من نوع أغراض الشعر الموريتاني، فإننا ما وجدنا في ديوانه نسيبا مستقلا، بل وجدناه "يفتتح مديحيات في الأعم ، بمقدمة غزلية. وربما فعل ذلك بدافع التقليد، إذ أن الممدوحين تعودوا هذه الافتتاحية منذ القديم ..."[13]

ويرى محمد المختار ولد اباه – معمما حكمه النقدي المقلل من شأن الغزل الموريتاني – أنه: "ليس في الشعراء الموريتانيين من يعتبر من الغزلين أمثال جميل بثينة أو كثير عزة .

هذا النوع من الآداب نجده عند شعراء "الملحون" وأما شعراء الفصحى، فقد اعتادوا أن ينشئوا قطعا صغيرة تعبر عن دكريات الصبا، وعهود الأحبة أو بكاء على مرابع الحبيبة.أما المقدمة الغزلية التي يستهل بها الشاعر غزله، فليست إلا من باب التقاليد الفنية التي يحسن بالشاعر أن يتبعها، ليبرهن على نوع من الفحولة، فلذالك لا نعتبر هذه المقدمات غزلا ينبع من أحاسيس صادقة تثير من الشاعر نفثات نخفف بها ما بين ضلوعه من آلام، فإذا ما عدنا إلى القطع المستقلة، فإننا لا نجد تجديدا يذكر في محتوى في محتوى العناصر الغزلية والنسيبية ...."[14] والظاهر أن هذا الحكم لم يبن على استقصاء للشعر الموريتاني المدون أو غير المدون وإلا لكان له وجه آخر،فالذين يتفحصون الدواوين الشعرية المتاحة لشعراء القرون الثلاثة الأخيرة يجدون كثيرا من الشعراء الغزلين الذين جددوا في النسيب شكلا ومضمونا،و أبدعوا نصوصا تعبر عن عواطف جياشة نابعة من أحاسيس صادقة كما في نسيب محمد بن أبنو الشقروي تـ1943 م الذي يبلغ غزله 838بيتا ويمثل نسبة 35،24 من ديوانه البالغ 3441بيتا [15]ومحمد بن الطلبه اليعقوبي الذي احتل نسيبه أكثر من ثلث ديوانه على النحو الذي يتبدى لا حقا . وعله من الطريف أن الرواة يقولون : إن أول أبيات قالها ابن الطلبه كانت نسيبا رقيقا وهي قوله[16]

 

                                                                           {البسيط}

يا نظرة نظرت عيني مخالسة

جنت على القلب ما لم يجنه جاني

حمت على غرة مني وقد جلبت

يا عاذلي حمامي لا تلوماني

لو غير طرفي جنى ما قد جنى سفها

علي هان ولكن طرفي الجاني

ربحلة لو رأي منها الجنيد كما

عاينت بات بليل الساهر العاني

 

إن النسيب في ديوان ابن الطلبه ظاهرة فنية ، لافتة، و"يمثل بالنسبة إلى شعراء عصره "[17] لأن النسيب عنده تحول إلى الغرض الأساس. وقد كان قبله " يكاد ينحصر عند جل الشعراء في مقدمات تقليدية لقصائد المدح والهجاء"[18] وتتجلى أهمية نسيب هذا الشاعر في غزارته ودلالة الأسماء ولأعلام التي نسب بها .

 

2-    دلالة العلم أو الرمز في نسيب ابن الطلبه ونسبة شيوعه في نسيبه

                                                                                                                           لعل دلالة الأسماء والأعلام أو الرموز المنسب بها في ديوان ابن الطلبه تغاير مدلولها – غالبا – في النسيب العربي القديم، لأن بعضها محلي وتراثي مثل ميمونة وعائشة وأم المؤمنين وخويديجة،    على أنه كان يختار من الرموز النسيبية القديمة "ما كان خفيفا على اللسان كأميمة  وسعاد..."[19] وقد قصد بها إحياء الرموز في القصيدة القديمة.وهذه من أسماء المعشوقات في الشعر العربي القديم .

"ولسوف تظل الأعلام النسوية ودلالتها في هذا الشعر أمر مغيبا حتى يستجد من الكشوف التاريخية ما يعين على تفسيرها [20] على أن بن الطلبة في رموزه النسيبية إنما يود إحياء القصيدة العربية النموذج ولذلك، فإن صفات الأعلام الحقيقية الموريتانية في نسيبه إنما هي ذاتها الصفات الواردة في الشعر الجاهلي والإسلامي، فهي ضخمة ، منعمة، بيضاء، عيناء، جيداء، غيداء، عروب، رداح، خريدة، إلا أنها عفيفة، نسيبة، حسيبة، كملت خلقا وخلقا من بنات الأحساب والأنساب [21]

 

                                                                                    الخفيف:

إن قلبي متيم بالحسان

من ذوات الأحساب من حسان

 

ولكنه ما وجد كأم المؤمنين التي ما رأى الناس مثلها ولا سمعوا به[22]

                                                           {الخفيف }

                                                                  

غير أني ما إن وجدت كأم الــــ

مؤمنين العروب في النسوان

 

ولعل من أبرز معطيات الجدول رقم1 أنه نسب بثمانية وعشرين رمزا أو علما ستة أسماء حقيقية: منها زوجاته الثلاث اللائي احتلت منهن عائشة وحدها نسبة 72.20% من مجموع نسيبه البالغ 666 بيتا . وتليها ميمونة بنت آبيه الخطاطية التي نسب بها بأجمل قصائده النسيبية.

الجدول 1 أو الرمز في شعر ابن الطلبه ونسبة شيوعه فيه:

العدد

العلم /الرمز

النص

الأبيات

%

ملحوظة وتوضيحات ودلالات رمزية

1

عائشة

9

138

20.72

عائشة بنت أبي المعالي اليعقوبية، إحدى زوجاته،

2

ميمونة

6

87

13.06

ميمونة بيت آبيه الخطاطية، ذكر نسبها في شعره،

3

أم المؤمنين

7

71

10.66

أم المؤمنين بنت محمد البخاري اليعقوبية،

4

الظعائن

6

47

7.05

جمع ظعينة المرأة في هودجها، رمز كثير العربي للأمل

 

5

جمل

2

45

6.75

رمز قديم في النسيب العربي و الموريتاني

6

أميمة

5

40

6

رمز قديم في النسيب العربي، رمز الحنان والأمومة،

7

مغيب وصف

5

39

5.85

اكتفى بالوصف تغييبا للمرأة في النسيب

8

هند

2

26

3.90

رمز قديم في النسيب العربي الجاهلي  و الإسلامي

9

البيض

1

26

3.90

صفة جميلة مفضلة في الشعر العربي

10

بيضاء

1

26

3.45

صفة جميلة مفضلة في الشعر العربي،

11

سلمى

2

23

3

رمز قديم في الشعر العربي للحب العذري والرغبة،

12

سعدى

1

20

2.4

رمز قديم في الشعر العربي للربيع و السعادة والبلهنية

 

13

أسيماء

2

16

1.95

أسماء رمز قديم في الشعر العربي للمراعي وحياة الرعي

14

أم العتيق

1

13

1.95

إحدى زوجاته:مباركة بنت الطراح الدمانية أم ابنه العتيق

15

مريم

1

13

1.50

مريم بنت أحمد بن حبيب لله اليعقوبية إحدى زوجاته

16

خدلة

1

1

1.20

ممتلئة الساق، معيار خلقي جمالي

 

17

أم سعيد

1

8

0.60

لعلها كنية لامرأة معينة، رمز السعادة،

18

خويدج

1

4

0.60

تصغير خديجة لعله اسم حقيقي،

19

نعمى

2

4

0.60

رمز قديم ولعله اسم حقيقي

20

مية

1

4

0.60

رمز قديم في الشعر العربي للأم الحانية

21

ربحلة

1

4

0.45

بكسر الراء :المرأة الضخمة الطويلة، معيار جمالي خلقي

22

عزة

1

3

0.45

رمز قديم في الشعر العربي اشتهر به كثير عزة

23

ماوي

1

3

0.30

رمز قديم في الشعر العربي

24

مي

1

2

0.30

رمز قديم اسم حبيبة ذي الرمة غيلان،

 

25

أم البنين

1

2

0.15

رمز قديم اسم امرأة عربية مشهورة بنت عمرو بن عامر أو رمز للإنجاب

26

الرباب

1

1

0.15

رمز قديم في الشعر العربي،

27

سعاد

1

1

0.15

رمز قديم في الشعر العربي، رمز للسعادة،

28

ليلى

1

1

0.15

رمز قديم، حبيبة المجنون العامري، رمز للتمتع والجمال

 

و يمثل نسيب ابن الطلبة بزوجاته طرافة وصراحة في النسيب الموريتاني، ذلك أن التقاليد الموريتانية كانت تحظر اسم الزوجة وأحرى النسيب بها في شعر سيار، يتناشده الركبان، وإن كان ابن الطلبه ليس بدعا في هذا الميدان؛ فالشعر العربي والموريتاني غرف شعراء نسبوا بزوجاتهم كثيرا مثل محمد ولد أبنو ولد احميدا وغيره.

الجدول 2 نصيب زوجاته الأبع[23]

اسم الزوجة

عدد النصوص

%

عدد الأبيات

%

مباركة بنت الطراح الدمانية

1

1.51

13

1.95

عائشة بنت أبي المعالي اليعقوبية

9

13.63

138

20.72

حدهم بنت أحمد شينان العروسية

0

0

0

0

مريم بنت حبيب لله اليعقوبية

1

1.51

13

1.95

المجموع

11

16.65

164

24.62

المصدر من عمل الباحث

3-    الخصائص الفنية لنص النسيب لدى ابن الطلبه

3-1-  البناء الفني

يتوزع نسيب ابن الطلبه إلى أبيات وقطع وقصائد متوسطة الطول حيث تغطي النصوص المتوسطة على نسيبه الذي يبلغ 66 نصا موزعة إلى مقطوعات، وقصائد، أطولها تبلغ 33بيتا، وقد تكون غلبة القطع والقصائد القصيرة على نسيبه ليس غريبا في شعر شاعر كابن الطلبه يؤسس الشعر الجاهلي والإسلامي ثقافته الأدبية ويرتبط شعره بميادين حياته ونشاطه اليومي. وقطع ابن الطلبه النسيبية تمتاز غالبا بيسير البناء، فهي في الغالب، تتناول النسيب وحده، وخلية من أي أثر للمقدمة الفنية إلا ما كان مقدمة للمدحة النبوية أو غيرها وتغلب الجملة الفعلية على بداية نص النسيب عنده. إن القصائد تتفاوت في طولها يغلب عليها التمحض للنسيب ولا يتجاوز عدد القصائد متعددة الأغراض خمسا: أحداها في المديح  النبوي واثنتان من قصائد المعارضة ، وواحدة في الإصلاح الديني وواحدة في الرثاء. وقد فرضت عليه رسالة الإحياء والانبعاث وتقاليد المعارضة التزام منهج القصيدة المعارضة فجاءت – مثلا – بعض قصائده مصدرة بمقدمات طللية ونسيبية استغرقت في جيميته الطولى{النص 17في الديوان } 58 بيتا وفي الميمية الطولى {النص 69}17 بيتا وفي العينية {النص 41} 26بيتا ، وفي الهمزية {النص الأول من الديوان }: المدحة النبوية 24 بيتا، يتلخص بعدها تخلصا مألوفا في القصيدة العربية القديمة وينتقل بسلاسة دالة على قدرة فنية فائقة إلى غرض الأصلي .    ويتنوع نسيب ابن الطلبه في بداياتها بين أدوات الاستفهام كما في قوله[24]:

 

                                                                           {الطويل}

علام الأسى إن لم نلم ونجزع

ونبك على أطلال رأس الذريع؟

 

وأداة التنبيه أو ما يشبهها في الوظيفية الإبلاغية كما في قوله [25]

                                                                         {الطويل}

ألا من لبرق مسحر متبلج

أجوج كتسعار الحريق المؤجج؟

 

 

والفعل الماضي  وهو كثير كما في قوله[26]

                                                                      {الخفيف}

هاج ما هاج لي الحدوج الغوادي

من دخيل الغرام هيج العداد

 

والفعل المضارع وفعل الأمر وهما أقل. وحروف التوكيد كما في قوله:[27]

                                                                      {الخفيف}

إن قلبي متيم بالحسان

من ذوات الأحساب من  حسان

 

وتميزت نصوص نسيبية بغياب الختام بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم على غير عادة أغلب شعراء قومه. ويسيطر على هذه النصوص البناء اليسير المنفتح. وقد نحا ابن الطلبه في نسيبه نحو المصالحة الفنية بين البناء الفني في الشعر العربي القديم ونسيبه وفي هذه الصيغة الفنية أرسى دعائم الشعر العربي وثبت تقاليده الفنية، وجعلها تفرض ذاتها حتى اليوم في الشعر الموريتاني خاصة وبذلك أعاد إليه روحه العربية الأصلية في غير انفصال عن روح عصره، بما يحملة من ثقافة متنوعة شرعية ولغوية ، فحقق بذلك المزاوجة العبقرية بين "يسر" البداوة وصفائها في الجزيرة العربية الأم وبين الامتياح من بيئته المحلية وقضاياه المختلفة.

وقد احتوى نسيبه جملة على 666 بيتا موزعة على 66 نصا، 53 منها نسيب مستقل و13 منها نسيب غير مستقل، جاء في مقدمات نصوص المديح النبوي والمعارضة مثلا.

          الجدول 3النسيب مستقلا وغير مستقل

 

المستقل

 

 

الأبيات

النسبة

النصوص

%

886

73

53

80.3

 

 

غير المستقل

 

 

الأبيات

النسبة

النصوص

%

180

27

13

19.7

 

المجموع

 

 

 

 

 

666

المصدر: من عمل الباحث 

تبين من الجدول 3 أن نسيبه 66 نصا تمثل نسبة 52،72 % من ديوانه البالغ 91 نصا واتضحت وفرة النصوص المتوسطة والقصيرة [28]مما يدل على أن نفسه النسيبي ليس بطول موزنة بالأغراض الأخرى في ديوانه، وفي نسيبه غير المتقبل وهو الأقل ، كان الشعر الجاهلي والإسلامي دليله ومذهبه ، فتألفت قصائده فيه من البكاء على الأطلال ووصف الرحلة والتخلص إلى المدح النبوي والفخر والمعارضة، ولعله لو طبق مذهب ابن قتيبة[29] في قوله: إنه ليس لمتأخر الشعراء أن يخرج عن مذهب المتقدمين في هذه الأقسام[30] لجعل نصوصه كلها غزلا غير مستقل. ومن أمثلة نسيبه المستقل قصيدته التي مطلعها [31]:

                                                                               {الخفيف}

فتن القلب يالقومي فتونا

دل ميمون فاستجن جنونا

وأما نسيبه غير المستقل، فمنه مقدمته الجميلة التي مطلعها[32]

                                                                                {الطويل}

تطاول ليل النازح المتهيج

أما لضياء الصبح من متبلج

3-2 الموسيقى:

إذا كانا موسيقى شعر ابن الطلبه قد درست في مكان آخر، فإننا نكتفي هنا بالإشارة فقط إلى أهم مكونات موسيقى نسيبه.

 

 

أولا الموسيقى الخارجية :

أ‌-       البحور

التزام ابن الطلبه في شعره بالبحور الخليلية التامة التي استخدم منها في نسيبه خمسة .

الجدول4 النسيب في ديوان ابن الطلبه حسب البحور وعدد النصوص والأبيات

البحر

عدد الأبيات

%

عدد النصوص

%

%  في الديوان

الخفيف

273

40.99

22

38.69

31

الطويل

144

21.63

10

17.74

28

الكامل

139

20.87

13

22.81

13

البسيط

105

15.76

10

19.30

20

الوافر

5

0.75

1

01.75

08

المجموع

660

100

66

99.97

100

 

المصدر: من عمل الباحث

ويتضح من الجدول أن الخفيف احتل في نسيبه الدرجة الأولى 99.40% ، كما في ديوانه {وهذه النسبة العالية ظاهرة لم نألفها في الشعر العربي القديم، لا في العصر الجاهلي ولا القرون الأولى للهجرة}[33] كما يبدو أنه اعتمد في نسيبه على البحور الخليلية الطويلة التامة مما يدل على أصالته الموسيقية الشعرية .

ب‌-  القافية

يبدو من تأملنا لقوافي ابن الطلبه أنه استغل في روي نصوص نسيبه 16 حرفا أحد عشر منها : مهجورة وخمسة عشر منها مهموسة، وأما من حيث شدة حروفه ورخاوتها ، فقد جاءت في روي نسيبه سبعة أحرف شديدة . وخمسة رخوة وأربعة متوسطة بين الشدة والرخاوة. وقد وفق ابن الطلبة في اصطفائه لحروف روي نسيبه حيثما اختار أكثرها مهجور68.75 % .

الجدول 5 انواع القوافي في الديوان

صفة القافية

النصوص

 

الأبيات

 

%

 

العدد

%

العدد

%

في الديوان

مردفة

48

73.7

599

89.94

49.2

مؤسسة

3

1.4

45

.75.6

9.9

مجردة

15

2.22

22

30.3

9.40

المجموع

66

0.100

666

0.0100

0.100

المصدر: من عمل الباحث

وقد تنوعت فوافي نسيبه بتنوع الحروف المرافقة للروي. ويبين هذا الجدول 5 أن نسبة 89.94%  من أبيات نسيب ابن الطلبة جاءت مردفة .

الجدول 6 أ القوافي تبعا لحركات حروفها .  

صفة القافية

النصوص

 

الأبيات

 

%

 

العدد

%

العدد

%

في الديوان

المتواتر

44

66.66

442

66.37

52.9

المتدارك

18

27.27

177

26.67

39

المتراكب

4

6.9

47

7.5

8.1

المجموع

66

100

666

99.99

100

 

أما تنوع القوافي تبعا لحركات حروفها، فنلحظ طعيان قافيتي المتواتر والمتدارك اللتين شاع استعمالهما أيضا في الشعر الجاهلي والإسلامي على تفاوت بينهما، وتتميز الأولى منهما مثلا بالمرونة والحرية لأنها تأتي في القافية المطلقة[34] التي طغت على قوفي نسيبه . كما يبينه الجدول التالي:

الجدول رقم6-ب أنواع القوافي في نسيب ابن الطلبة :

ص

صفة القافية

عدد النصوص

%

عدد الأبيات

%

% في الديوان

مطلقة

55

83.33

661

99.24

43.60

مقيدة

1

1.51

5

075

0.33

المجموع

66

84.84

666

99.99

 

 

المصدر : من عمل الباحث

يوضح الجدول طغيان القافية المطلقة على نسيب ابن الطلبه 24.99%  في 661 بيتا من مجموع أبيات نسيبه. وهذه النسبة تفوق نسبة القافية المطلقة في الشعر العربي القديم والحديث، لأن نحو 90%  من هذا الشعر قديمه وحديثه وقعت فيه القافية المطلقة ..."[35] وهذه الميزة تدل على وفاء ابن الطلبة لتقاليد القصيدة العربية القديمة وعلى تمكنه من ناصية الشعر

ثانيا الموسيقى الداخلية

إن الموسيقى الداخلية أو موسيقى الحشو تتألف من عدة أشياء تحدث إيقاعا ناتجا عن تردد الأصوات المتشابهة أو المتقاربة وتكرار الكلمات أو العبارات المتماثلة، إنها موسيقى تتولد في أحشاء النص من تفاعل الحروف والكلمات والتركيب، وتتولد – غالبا – نتيجة أنوع متعددة من التكرار من أبرزها:تكرار الحروف الذي يكثر في نسيب ابن الطلبة ومن التصريع الذي يعتبر ظاهرة فنية لافتة، فقد صرع في نصوص نسيبه ماعدا نصا واحدا

.الجدول 7نسبة شيوع التصريع في نسيب ابن الطلبة 

صفة النص

النصوص

 

الأبيات

 

%

 

العدد

%

العدد

%

 

مصرع

58

87.87

603

90.54

89.1

غير مصرع

8

12.12

63

9.45

10.9

المصدر: من عمل الباحث

إن في هذه النسبة العالية 54.90%  للتصريع في نسيبه دلالة على تقوقه وتمكنه من فنه الشعري وتجويده لموسيقاه الشعرية.

ولقد برع ابن الطلبة في الموسيقى الداخلية لنسيبه في استخدام تكرار الحروف والكلمات وما نتج عن ذلك من موسيقى الألفاظ العذبة حيث نجده يكثر من الحروف الممدودة؛ فتتدفق الموسيقى الجميلة في نصوص نسيبه؛ لأنه كان "يتفنن في طرق ترديد الأصوات في الكلام حتى يكون له نغم وموسيقى وحتى نسترعي الآذان بألفاظه ، كما يسترعي العقول والقلوب بمعانيه، فتلك مهارة في نظم الكلمات وبراعة في ترتيبها وتنسيقها ...[36]ومن أمثلة ذلك قوله[37]

                                                          {الخفيف}

فقفا وابكيا وعوجا وجودا

بمصون الدموع جودا مطورا

وإذا لم تسعداني فعوجا

إن عذرا أن تمنعان المرورا.

 

4-    نسيب ابن الطلبة بين النسيب الموريتاني:

4-1 نسبة شيوع النسيب في ديوان ابن الطلبة

لقد قلنا: آنفا إن النسيب ظاهرة طريفة ولافتة في ديوان ابن الطلبة ، لا ينافسه في أيامه في النسيب أي شاعر حسب علمنا. ولم يأت بعده من ينافسه في هذا الميدان إلا الشاعر محمد بن ابن بن احميدا. وقد أثارت غزارة النسيب عند ابن الطلبة أسئلة كثيرة لدى النقاد الذين تناولوا شعره؛ فقد تساءل أحمد ولد الحسن {ت2001} قائلا:"لماذا يتحول النسيب عند بن الطلبة إلى الغرض الأساس في شعره...؟[38] وفي محاولته الإجابة قال : إن تساؤله يقوده "إلى افتراض نعتبره إن صح مفتاح لغز تميز هذا الرجل، وهو إنما حاول أن يبعث القصيدة العربية في شكلها القديم فإذن هذا الاختيار يبعده عن مستلزمات الخطاب اليومي التي يمكن أن يلزمه بها الهجاء والدخول في المهاترات القصائد النسيب على النمط العربي القديم ممحضا بذلك الخطاب الشعري لوظيفة الرئيسية أي الوظيفة الإنشائية...[39]

وتتجلى ظاهرة حضور النسيب لدى ابن الطلبة في أنه لم يخل من نصوصه المشهورة من النسيب إلى الرثاء، فقد جاء مستقلا ومقدمات للمدحة النبوية والقصيدة الإصلاحية، والفخر والمعارضة وغيرها من أغراض ديوانه. إلا أن هذا النسيب الغزير كان رزينا وقورا وتوهجا في آن واحد و"الرجل عف اللسان لا يصور محاسن المرأة ولا يدغدغ المشاعر بالنعوت الجنسية المثيرة..."[40] وهو في نسيبه "سلك في معانيه مسالك العرب؛ فوقف واستوقف على الأطلال ...[41]، كما في قوله[42]

                                                                                {الطويل}

على ما الأسى إن لم نلم ونجزع

ونبكي على أطلال رأس الذريع

 

{راجع الجدول رقم 4 لإيضاح نسبة النسيب في شعره}

4-2 ابن الطلبة: رائد الحب العفيف في الشعر الموريتاني

إن عفة ابن الطلبة ورزانته تجعله رائد الحب العفيف، في الشعر الموريتاني، ومبدعه بدون منازع.

ولأن حياة ابن الطلبة كانت مشحونة بهموم بلاده"السائدة" التي كانت تؤرقه أحوالها وكيفية إصلاحها؛ فقد كان بحاجة إلى حب قلب حنون وحصن دافئ، يخفف عنه هموم حياة "السيبة" والصراعات الفكرية التي ميزت عصره، فكان عليه أن يكظم غيظه، ويكبح جماح لسانه؛ فلم ينبس ببنت شفة في شأنها تأثما وورعا. ذلك أن العاطفة الإنسانية السامية  كانت العنصر الأساس في شعره.فجاء نسيبه العفيف نابعا من تلك العاطفة النبيلة والنفس الأبية والأحاسيس الصدقة والمشاعر النبيلة الدالة على فهم الحب الحقيقي الذي جعله رائد العفة والعفاف وسلمه راية الحب التي حملها خفاقة في الشعر الموريتاني كما يقول [43]

                                                                  {الخفيف}

بيدي راية الصبا والهوى إن

أنا لم أدعه إليها دعاني

إن بي ما علمتما وكفاني

يا خليلي بعض ما تعلمان


4-3 القصص النسيبية عند ابن الطلبة

وردت في نسيب ابن الطلبة قصص حوارية ومحكمة البناء الدرامي وذات فرادة في الشعر الموريتاني. ويمكن أن نعد ورود الأعلام الرمزية في قصص نسيبية إحياء وبعثا لها ولما ترمز إليه في الشعر العربي القديم.

أما القصص النسيبية التي جاءت فيها الأعلام الحقيقية الموريتانية مثل زوجته عائشة بنت أبي المعالي أو أم المؤمنين بيت محمد البخاري اليعقوبية التي توفيت في حياته [44]؛ فقد تكون حقيقية ويحتمل أن تكون رمزية.

ومن هذه القصص قصته مع زوجته مباركة بنت الطراح الدمانية أم ابنه العتيق؛ فقد حاول إقناعها في حوار طريف بأن ما تسمعه عنه كذب [45]:

                                              

 {خفيف}

لست ما بل مقولي يوم أنسى

قولها لي عشية الجفر ريقي

قالت إن النساء خبرنني أن

لست فيما تقوله بحقيق

فلت بالله فاحلفي لي أو أحلف

إنني بالغدور غير وثوق

 

ثم قالت : لصاحبي أتراه

صادقا أم تراه غير صدوق؟

قلت: إني لصادق غير أني

لست ممن يغر در العلوق

ثم أبدى ابتسامها عن وليع

لاعني ومضه برود بروق

 

ويقص الشاعر قصة أخرى جرت أحداثها نهارا، لا ليلا هذه المرة. فقد جاء وقت الهاجرة إلى ميمونة بيت آبيه الخطاطية واستظل بظل خبائها؛ فكان ما كان من تعلق بها وهيام[46]

                                                                {الخفيف}

طالما قد كتمت ميمون برحا

من هواها مجمجما مكنونا

كنت أخفيت حبها تم حول

وفؤادي لدى الفتاة رهينا

إن تسلني حديث ذاك فعندي

صدقه إن للحديث شجونا

ذاك أني دخلت يوما عليها

بغتة إذ أطغى الهجير العيونا

مستظلا إلى الخباء على غر

ة أمر لم أخشه أن يكونا

 

ونشير إلى أن قصصه النسيبية تعكس بوضوح شخصية الفقيه الورع الذي ينظر إلى الأمور بنوع من التأمل للحياة ومتاعها الزائل. فها هو يقص ذكريات أيام جبل النيش الذي كان آهلا، وكان للشاعر في منقطع رمله أيام جميلة[47]

                                                                              {الخفيف}

فلنا في لواه أيام عيد

عز من قد بدا بهن الحضورا

حين إذ جمل منك غير بعيد

لا يعنيك أن ترى أو تزورا

حين إذ هي بالبنات تلهى

يالها شادنا أغن نفورا

وإذا ريت ثم ريت نعيما

طاب ما شئب لذة وحبور

قد قضينا به نذور التصابي

وتغبرت منه فيه الخمورا

وتمتعت من جناه ولكن

مامتاع الحياة إلى غرورا

 

4-4  موازنة بين ابن الطلبة بالنسيب عند عشرة من شعراء موريتانين:

إننا نود بهذه الموازنة السريعة أن نتبين مدى تطور النسيب في الشعر الموريتاني قبل ابن الطلبة وبعده من خلال الجدول 8 الذي يوضح نسبة شيوع النسيب أو الغزل في دواوين عشرة شعراء غيره عاشوا في القىون الثلاثة : 12-13-14 للهجرة

الجدول8  شيوع النسيب في دواوين بعض الشعراء

الموريتانين خلال القرون 12،13،14 للهجرة:

الرقم

اسم الشاعر

ت.هـ

أبيات ديوانه

أبيات نسيبية

%

ملحوظة

1

-ابن رازكه العلوي

1144

656

85

12.95

مقدمات نسيبية

2

-الأحوال الحسني

1250

447

108

13.51

مستقل ومقدمات

3

-ابن أحمد دام الحسني

1264

952

94

9.8

الحسني

4

-ابن سيدنا العلوي

1264

949

56

9.9

مقدمات

5

-ابن الطلبة اليعقوبي

1272

1500

666

44.4

مستقل ومقدمات

6

-ابن حنبل الحسني

1302

1796

108

6.01

" " "

7

-ابن سيدي أحمد المالكي

1307

1500

239

15.93

مقدمات

8

-حامد بن أحمد الحسني

1309

475

62

13.02

" " "

9

-ابن السالم الحسني

1322

945

77

8.94

مستقل ومقدمات

10

الذيب الصغير الحسني

1342

613

115

1878

مستقل ومقدمات

11

-ابن ابنو بن أحميدا الشقروي

1362

3441

839

24.38

مستقل ومقدمات

1.     حققه محمد سعيد بن دهاه، الدار البيضاو، ط.1،1986.

2.     أحمد المصطفى، {مرقون}، المدرسة العليا، انواكشوط، 1983.

3.     محمد رضوان بن محمد سالم، {مرقون} ، المدرسة العليا، نواكشوط، 1984.

4.     محمد الأمين بن بدي، {مرقون} المدرسة العليا، نواكشوط،1983.

5.     محمد عبد الله بن اشبيه بن ابوه، مطابع النجاح المغرب،ط.2000

6.     أحمد بن بيات، {مرقون} المدرسة العليا ، نواكشوط، 1984

7.     المختار بن محمذن، {مرقون}، المدرسة العليا، نواكشوط،1984.

8.     الحسن بن حبيب الله، {مرقون على الحاسوب}، كلية الآداب، جامعة نواكشوط،1996.

9.     محمذن عبد الله، مخطوط، المدرسة العليا، نواكشوط، 1987.

10.                       محمد عيسى بن المختار،  مرقون،المدرسة العليا ، نواكشوط1987

11.                       أحمد ولد حبيب لله، مرقون جامعة القاهرة 1989.

يبدو من الجدول أن النسيب ظل حاضرا في الشعر الموريتاني منذ القرن 12هـ وبنسب متفاوتة. وجاء مستقلا وفي مقدمات القصائد وظل متأرجحا بين المد والجزر، يكثر عند ابن الطلبة في القرن 13هـ ويكثر عند ابن ابنو في القرن 14هـ إن هؤلاء الشعراء الذين وردوا في الجدول8 من صفوة الشعراء ومنهم بعض الشعراء الثلاثة عشرة الذين درس دواوينهم أحمد بن الحسن، وأثبت أن النسيب كان حاضرا في مقدمات شعرهم أو "غرضا مستقلا تمحض له قصيدة بسيطة تطول وتقصر وتختلف عناصرها بحسب الظروف..."[48].

4-5 البحور المستخدمة في نسبة: الاختيار والدلالة

يبدو أن ابن الطلبة في نسيبه عزف على الأوزان الطويلة التامة وفاء منه لتقاليد القصيدة العربية الأصلية التي لم يكن أصحابها يتخيرون أوزانا معينة خاصة للنسيب ويوضح الجدول 9 نسبة شيوع البحور الخمسة التي صاغ نسيبه فيها  

الجدول 9 شيوع بحور النسيب في ديوان ابن الطلبه:

البحر

النصوص

 

الأبيات

 

%

 

العدد

%

العدد

%

 

الخفيف

23

34.84

273

40.99

31.1

الطويل

19

28.78

144

21.63

20.6

الكامل

13

19.69

139

20.87

13.8

البسيط

10

15.15

105

15.76

28.4

الوافر

1

1.51

5

0.75

8

المجموع

66

99.97

660

100

100

 المصدر عمل الباحث

يوضح الجدول التالي أن الخفيف ظل حاضرا في ديوان ابن الطلبة عامة ويسيبه خاصة 40.99% وهو وزن أثير لدى الشعراء الموريتانين، لأنه خفيف على الطبع أحسن البحور وأعذبها وأرقها في السمع وأكثرها سهولة وقابلية للتصرف في جميع المعاني، اختياره للخفيف في نسيبه أكسبه متعة وقبولا لدى متذوقي شعره. يبدو أن لابن الطلبة "علاقة" خاصة بالبحر الخفيف وهو بحر فيه لين ولطافة، ومقاطعه متوسطة لا يشتكى منها قصر ولا طول24 مقطعا. ولعله يناسب أكثر مقامات الغناء شيوعا إذ ذاك في بلاد شيقط وتتجلى بعض مظاهر هذه العلاقة في بعض[49] نصوصه..."[50]  وبحور نسيبه تنتمي إلى دائرتين من أشهر دوائر الخليل بن أحمد ت{ت:175هـ}هما : دائرة المختلف ودائرة المؤتلف اللتين تتميز أوزانهما التامة –غالبا – بكثرة المقاطع التي تمنح الشاعر حرية كبيرة في التحرك في المسافات الموسيقية في البيت الواحد . على أن البحور التامة ، السالمة من العلل تتميز بالجرس الموسيقي المدوي،والمدى الواسع الذي يعين الشاعر على استغراق أفكاره ومشاعره في نسيبه.

4-6- الصلة بين الحالة العاطفية والناحية الإيقاعية في نسيب ابن الطلبة

إن محاولة الوقوف على الصلة الحالة العاطفية والناحية الإيقاعية لدى ابن الطلبة في نسبة قد تكون مغامرة لا تفضي إلى مبتغاها. على أننا قلنا آنفا: إنه لم يكن يختار لفنون شعره وزنا معينا، كما فعل الشعراء القدماء في الجاهلية والإسلام. ونعتقد أن نسينه  من أصدق شعره في تصويره للمعايير الجمالية الاجتماعية العربية القديمة والمحلية؛ فهو من خير ما أنتجه من الناحية الفنية  - في رأينا – فقد كان شعره النسيبي أصيلا وصادقا، أخلص فيه لبيئته ونوازعها ومثلها؛ فهو شعر نابع من معايشة صادقة لتراثه الشعري العربي الأصيل ولبداوته النقية التي تشبه البيئة الأم. وقد لحظنا أنه كأي شاعر عربي قديم تعتريه حالات نفسية ترتفع فيها موسيقى شعره أو تنخفض. ذلك أن الحالة "النفسية" في الفرح غيرها في الحزن واليأس ونبضات قلبه حين يتملكه السرور سريعة يكثر عددها في الدقيقة، ولكنها بطيئة حين يستولي عليه الهم والجزع"[51] ولعل هذه الظاهرة هي التي جعلت دارسي الشعر يتناولون العلاقة بين عاطفة الشعراء وما انتخبوه من بحور. ولذلك تساءلوا قائلين:"هل كان الشاعر القديم يتخير لشعره ما يلائم عاطفته وهل جاءت هذه الأوزان المختلفة تبعا لاختلاف الشعور لدى الناظمين القدماء ...؟"[52] ولإجابة على هذه الأسئلة كانت بالنفي" مستدلين بأن المعلقات التي تكاد تكون في موضوع واحد لم يراع فيها قائلوها بحرا معينا، بل جاءت في عدة بحور على رأسها : الطويل والبسيط والخفيف والوافر والكامل."[53] وعلى الرغم من أن النسيب الذي تثور فيه عاطفة الشاعر ثورة عنيفة.

لما فيه من تصوير للوعة والهيام والغرام ، وأحرى به أن ينظم في بحور قصيرة أو متوسطة[54]على الرغم من ذلك، فإن ابن الطلبة عزف عن البحور القصيرة والمتوسطة في نسيبه واستخدم الأوزان الطويلة التامة على أن الطويل الذي" يمثل ثلث الشعر العربي"[55] وجاء في المرتبة الأولى في الشعر، جاء في المرتبة الثانية في نسيب صاحبنا بعد الخفيف؛ يليه الكامل هم البسيط ثم الوافر كما وضحه الجدول

4-7 المعجم النسيبي عند ابن الطلبة

لقد استغل الشاعر ثورته اللغوية الكبيرة حتى حسبه بعضهم:  "شاعرا موسيقيا"[56]  يكاد"ينظم شعره من المعاجم"[57] بيد أن نزعته المعجمية كانت "تهدف إلى البعث أي إلى إحياء الوحدات المعجمية العربية القديمة ونشرها بين المثقفين..."[58] وعندما درسنا لغة نسيبه وجدناها خاضعة لحدود أخلافية صارمة،خالية من فاحش القول في التقاليد الأخلاقية الإسلامية السائدة؛ فجاء نسيبه خاليا تماما من أي ألفاظ بذيئة أو جنسية خارجة عن قواعد الحياء. ومن الطبيعي أن تكون لغته سليمة وفصيحة؛ لأنه شاعر ضليع في علوم اللغة والتراث الشعري العربي القديم، ولأنه ينتمي إلى بيئة ثقافية تعد الفصاحة اللغوية قمة الفتوة فيها. فقد كانت فصاحة اللغة أول ما يحرص عليه ابن الطلبة حتى لا يعيره غيره باللحن.

وقد بدا في نسيبه حضور معجم إسلامي يتميز السجل الديني المأخوذ من القرآن الكريم والحديث النبوي، ويحتوي على كلمات وعبارات وتراكيب قرآنية كثيرة. وقد عرف هذا السجل حضورا بارزا قد لا يتطلب شاهدا، لأن نصوصا كثيرة تكاد تكون شاهدة عليه، وناطقة به. وقد اشتمل نسيبه أدوات التنبيه وضمائر الخطاب وحروف العطف، كما اتسمت بتنوع أسلوبها وبنائها المتقن .والنصوص النسيبية تكاد تكون شاهدة على ميزات معجمه النسيبي هذا.

وكثيرا ما ظهرت نصوص نسيبية: إسلامية الرؤية والمعاني واللغة، جاهلية في خصائصها الموسيقية، تحمل في حناياها بصمات التأثر بشعر البديع والصناعة اللفظية؛ فإذا ما قرأنا قوله[59]

                                                      {الخفيف}

وإذا ريت ثم ريت نعيما

طاب ماشئت لذة وحبورا

 

وجدناه اقتباسا من قوله تعالى:[60] {وإذا ريت ثم رأيت نعيما} وقرئ بالتخفيف وقوله[61]

وتمتعت من جناه ولكن

ما متاع الحياة إلى غرورا

 

مأخوذ من قوله تعالى:[62] {وما الحياة الدنيا إلى متاع الغرور} ويكثر من اقتباس ألفاظ وعبارات قرآنية في قوله [63]:

                                                               {الخفيف}

إن لي بالدموع سبحا طويلا

لا أذوق المنام إلا قليلا

من هوى خدلة متى تلق مرءا

تأخذ القلب منه أخذا وبيلا

 

فهو يقتبس السبح: بمعنى الفراغ من قوله تعالى:{إن لك في النهار سبحا طويلا}[64] ويأخذ كلمة الأخذ الوبيل بمعنى من قوله تعالى: {فأخذناه أخذا وبيلا}[65] وغير ذلك كثير

4 -8 أهمية نسيب ابن الطلبة وقيمته الفنية

إن أهمية نسيب ابن الطلبة وقيمته تتجليان في عدة قضايا: كريادته للحب العفيف في الشعر الموريتاني وفي امتياحه من البيئة المحلية واستلهامه للشعر العربي الأصيل والسعي إلى إحيائه ونشره بين الناس في كونه كالنسيب العربي عامة تعتبر "أكبر عون لنا في فهم الحياة الاجتماعية؛ فهو يرسم المرأة في لباسها، وفي حركاتها، وتنقلها ومنهاج عيشها ويرسم ذوق العصر الذي كانت تعش فيه..[66]

ولقد تمثلت أهمية نسيب هذا الشاعر أيضا في وضعه حدا أخلافيا صارما للقول في معجمه النسيبي؛ فقد" منع هذا الحد استعمال جميع الألفاظ التي تعتبر بمنطق العرف الأخلاقي نابية أو فاحشة. وقد كان هذا الحياء الفكري اللغوي على القوم غالبا، فامتنعوا في باب الغزل عن ذكر أجزاء كثيرة من جسم المرأة وما يتعلق به..."[67] كما أدى هذا الحد الأخلاقي إلى تجنب "الوصف الحسي المثير للذة تماما..." [68]في الشعر الموريتاني عامة والنسيب خاصة نسيب ابن الطلبة.

إن نسيب ابن الطلبة جسد الرقابة الذاتية القوية النابعة من ورعه؛ فجاء نسيبه عفيفا، نقيا لا رائحة فيه لما يخرج عن الأدب الأخلاقي والرزانة والحكمة. وذلك أمر صعب التحقق في الشعر كافة والنسيب خاصة؛ لأن "الشعر باب من التعبير إذا فتح أقبلت الممنوعات على ولوجه وإذا عبر عن ممنوع نال منه عذوبة أو طرافة. ويصعب أن نجد شعرا عذبا ينأى عن الممنوعات. غير أن شعر ابن الطلبة لم يستمد عذوبته من الانفتاح على باب الممنوع شرعا أو عرفا بل كان الرقيب الذاتي للعالم الورع، كفيلا بسد باب الممنوعات؛ فلا خروج على حدود الأدب والوقار ..."[69] فها هو يفي بنذر التصابي بلهو خال مما يشنع من قول أو فعل كما يقول[70]

                                                                  {الطويل}

قضينا لبانات الصبا ونذوره

بها ثم تم اللهو غير المشنع

ولقد كان ابن الطلبة في نسيبه يستجيب لذوقه الأدبي المرهف والورع ولنظرته الأدبية الجمالية و الأخلافية الراقية. ولذلك جمع في النسيب بين المتعة الفنية والطرافة الأدبية. ومن طريف نسيب ابن الطلبة: البكاء على معاهد العلم لشدة ولعه وهيامه به، فهو يندب مغاني الدرس ويبكيها كما يبكي ديار المحبوبة:

                                                                                         {الطويل }

وأذكر أيام الحميم والنقا

ليلينا إذ لا نطيع العواذلا

ليالي ألهو بالدفاتر بالضحى

وبالخرد الغيد الحسان أصائلا [71]

  

وفي نسيبه يحن ابن الطلبة حنينا شديدا إلى الأماكن الجغرافية المفضلة عنده التي يدغدغ ذكرها عواطفه، ويداعب مشاعره ويثير أحاسيسه الصادقة نحوها، ويتجلى ذلك في المقارنة التي يعقدها بين بعضها كما في قوله [72]

                                                            

 

 

                                                                                               {الطويل}

منازل قد كان السرور محالفي

بها هي عندي بين سلمى ومنعج"[73]

 

ولكنه يكاد يفضل على سلمى ومنعج[74] بعض أماكن أرضه في تيرس الجميلة وفيه دلالة على أصالته وتعلقه بالبيئة الأم والفرع للشعر العربي عموما والشنقيطي خصوصا .وفي نسيبه يبدو موقفه الإسلامي الصحيح المتضمن إيمانه الراسخ بالقضاء والقدر [75]

                                                                                  {الطويل}

فأن تصرميني ليس في الصرم موئل

وإن تصليني حبذا الوصل من عوذ

كلا ذين عند الله والأمر أمره

فلله ما أعطى ولله ما أخذ[76]

 

5-    الخاتمة:

لقد احتل النسيب في ديوان ابن الطلبة نسبة 44.4%؛ ويبلغ مجموع أبيات النسيب:666 بيتا، وتبين أن نسيبه من أصدق شعره في التعبير عن بيئته  ومعاييرها الجمالية الاجتماعية والأخلاقية السامية .

ونسيبه نابع من طبع أصيل وشعور نبيل. وهو من خير ما أبدعه الموريتانيون من النسيب؛ لأنه صادق أصيل وشعور نبيل، ولأن نسيب ابن الطلبه جاء من معايشة صادقة لمثل البداوة العربية النقية والثقافة الإسلامية الخالصة، فقد جاء شعره رسما أتصويرا حيا للطبيعة البشرية البدوية في عصر الاحتجاج اللغوي. ثم إن نسيبه جاء مهذبا، صقلت ثقافته الإسلامية أحاسيسه،فطهرت نفسه من أردان المجون ونزهت لسانه  عن فاحش القول؛ فابتعد عن كل ما يشين ويشنع من السلوك.

ثم إن نصوصه النسيبية لم تكن طويلة النفس، فأكثرها لا يتعدى 33بيتا وهو شيء طبيعي في النسيب. وأغلب نصوصه مستقل، استخدم فيه خمسة بحور تامة على رأسها الخفيف، محص روي النص وقافيته واختار حروفا كثيرة الشيوع وفي مقدمتها النون واللام والميم وطغت على قوافي نسيبه القافية المردفة، وطبقا لحركات حروفها الأخيرة طغت قافية المتواتر الشائعة في الشعر العربي البدوي القديم والإسلامي بما فيها من حرية لأنها تأتي في القافية المطلقة التي هيمنت على نسيبه، ودلت على تمكنه من فنه وعندما وازنا بين شيوع النسيب في ديوان ابن الطلبة وشيوعه عند عشرة شعراء موريتانيين تبين أن نسيب ابن الطلبة ظل ظاهرة فنية، لافتة، وبقي يمثل في لغته وأوصافه للمرأة وأوزانه في نسيبه:الأصالة الواعية والمحافظة الرصينة والطرافة الأدبية الرائعة .

 

 

 

المصادر والمراجع

 

 

أ‌-       القرآن الكريم

ب‌-   كتب الأدب والنقد والمعاجم

-         ابن محمد المختار، الشعر والشعراء في موريتانيا، الشركة التونسية للطبع والتوزيع، تونس، 1987.

-         بنحميده: عبد الله حسن: الشعر العربي الفصيح في بلاد شنقيط مبحث في النشأة والأصول مطبعة النصر، نواكشوط، 2001.

-         ابن الحسن، أحمد، الشعر الشنقيطي في القرن الثالث الهجري مساهمة في وصف الأساليب، جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، ليبيا، 1995.

-         ابن جعفر، قدامة، نقد الشعر، تحقيق وتعليق محمد عبد المنعم الخفاجي، دار الكتب العلمية بيروت[د.ت]

-         ابن حمزة، العلوي يحي، كتاب الطراز مكتبة المعارف، الرياض، [د.ت]

-         ابن رشيق، أبو الحسن ابن رشيق القيرواني الأزدي، العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، حققه وفصله وعلق حواشيه محمد محيي الدين عبد الحميد، ط4، دار الجيل، بيروت، 1972.

-         ابن قتيبة :عبد الله بن مسلم، الشعر والشعراء ط4، دار الثقافة، بيروت، 1980.

-         ابن منظور جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب، تقديم عبد الله العلالي، دار لسان العرب، بيروت، [د.ت].

-         البطل: على، الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري: دراسة في أصولها وتطورها، دار الأندلس، بيروت،1980

البهبيتي : نجيب محمد، تاريخ الشعر العربي، مكتبة النجاح، الدار البيضاء [د.ت]

-         الدهان: محمد سام، الغزل، دار المعارف، القاهرة، [د.ب].

-         السيد: أمين على،في علمي العروض والقافية، دار المعارف، القاهرة، [د.ت]

-         الطاهر: أحمد مكي، امرؤ القيس: حياته وشعره ط 5، دار المعارف القاهرة، 1985.

-         سند: كيلاني حسن، ذو الرمة شاعر الطبيعة والحب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 1972.

-         عبد الرحمن: نصرت، الصورة الفنية في الشعر الجاهلي في صوء النقد الحديث، مكتبة الأقصى، عمان، 1976

-         مندور: محمد، في الشعر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة ، 1985

-         وهبة: مجدي، معجم مصطلحات الأدب ، مكتبة لبنان، بيروت، 1974.

-         أنيس: إبراهيم الأصوات اللغوية ط.3 مكتبة الأنجلو، القاهرة،1979.

-         أنيس: إبراهيم موسيقى الشعر ط 4، دار القلم ، بيروت د.ت.

ج-  الدواوين المنشورة

-         ديوان ذو الرمة غيلان بن عقبة العدوي، حققه وقدم له وعلق عليه عبد القدوس أو صالح، مؤسسة الإيمان – بيروت ،1982

-         ديوان سيدي عبد الله بن محم العلوي الشنقيطي: ابن رزكه شرح وتحقيق محمد سعيد بن دهاه، النجاح الجديدة، الدر البيضاء، 1986

-         ديوان محمد بن الطلبة اليعقوبي الشنقيطي الموريتاني 1188-1272هـ، شرح وتحقيق محمد عبد الله بن الشبيه بن ابوه، مراجعة محمد سالم بن محمد علي بن عبد الودود، تقديم محمد بباه بن محمد ناصر، مطابع النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 2000.

د- مصادر ومراجع أخرى:

 

 

-         الجراري عباس،"التيار الفقهي المرابطي ومدى تأثيره على الفكر والأدب"، دعوة الحق، عدد خاص، مارس، 1974، وزارة الأوقاف المغربية،

-         الجميل: إبراهيم محمد حسن، أمير المؤمنين يوسف بن تاشفين، دار الشعب، القاهرة، 1976.

-         المرادي الإمام الحضرمي {أبوبكر محمد بن الحسن تـ. 489هـ} الإشارة إلى أدب الإمارة، تحقيق رضوان السيد، دار الطليعة، بيروت،1981.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هـ الرسائل والبحوث غير المنشورة:

 

-         ابن الحسن، أحمد أسلوب محمد بن الطلبة اليعقوبي، بحث شهادة الكفاءة في البحث، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الجامعة التونسية تونس 79-1980 .{بحث مرقون}

-         ديوان الأحول الحسني: حمع وتحقيق أحمد بن المصطفى، بحث لنيل الإجازة في الآداب، المدرسة العليا للأساتذة والمفتشين، نواكشوط، 1982 1983 .. {بحث مرقون}

-         ديوان الشاعر الموريتاني محمد ولد احميدا {1897-1943} جمع وتحقيق ودراسة أحمد بن حبيب الله، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة 1989. {بحث مرقون }

-         ديوان سيدي عبد الله بن أحمد دام الحسني، جمعه وحققه ودرسه محمد رضوان بن محمد سالم، بحث لنيل الإجازة في الآداب، المدرسة العليا للأساتذة والمفتشين، نواكشوط 1982-1987..بحث مرقون

-         ديوان محمدي "بدي" بن سيدي عبد الله ، جمع وتحقيق محمد الأمين بن بدي، بحث لنيل شهادة الإجازة في الآداب، المدرسة العليا للأساتذة والمفتشين، نواكشوط 1983-1984{بحث مرقون}

-         ديوان محمذن بن السالم الحسني جمع وتحقيق محمذن بن عبدالله، بحث لنيل الإجازة في الآداب، المدرسة العليا للأساتذة والمفتشين، نواكشوط، [د.ت].. {بحث مخطوط}

-         الجزء الأول من ديوان الشاعر أحمد بن عبد الله الملقب الذيب الصغير الحسني، محمد عيسى بن المختار، بحث لنيل الإجازة في الآداب، المدرسة العليا للأساتدة المفتشين، نواكشوط، 1986-1987..{بحث مرقون}

-         حامد بن أحمد:حياته وشعره،الحسن بن حبيب الله،بحث لنيل الإجازة في الآداب،.جامعة نواكشوط1996..{بحث مرقون}

-         ديوان الشيخ محمد بن حنبل، جمعه وحققه أحمد بن أحمد بن بيات،بحث لنيل الإجازة في الآداب المدرسة العليا للأساتذة والمفتشين، نواكشوط، 1983-1984..{بحث مرقون}

-         ديوان محمذن بن سيد أحمد المالكي، جمع وتحقيق المختار بن محمذن، بحث لنيل الإجازة في الآداب،. المدرسة العليا للأساتذة والمفتشين، نواكشوط 1981-1982.{بحث مخطوط}


 

[1]   لقد فضلنا كلمة النسيب على الغزل فقد تكون أنسب دلالة في اللسان :نسب بالنساء ينسب ...شبب بهن في الشعر وتغزل ...والنسيب رقيق الشعر في النساء راجع ابن منظور: لسان العرب المحيط، تقديم عبد الله العلايلي دار لسان العرب، بيروت.{ د ت} مادة نسب

ويقول قدامة بن جعفر {ت323هـ}:إن كثيرا من الناس احتاج إلى أن يعلم أولا: ما النسيب ونحن نحده فنقول: إن النسيب ذكر خلق النساء وأخلاقهن، وتصرف أحوال الهوى معهن..راجع نقد الشعر، تحقيق وتعليق د. محمد عبد المنعم خفاجي، دار الكتب العلمية بيروت، ص134.

[2]   في فوله      عوجا على الطلل المحيل لعلنا     نبكي الديار كما بكى ابن حذام

راجع الطاهر أحمد مكي حياته وشعره ط5، دار المعارف، القاهرة، .[د ت].

[3] مجدي وهبة: معجم مصطلحات الأدب، مكتبة لبنان،بيروت، 1974 ص 192.

[4]  المرجع السابق والصفحة نفسها.

[5]   محمد مندور : فن الشعر، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة،1985، ص 123.

[6]  هاجرت قبائل صنهاجية حميرية من اليمن إلى المغرب العربي بعد انهيار سد مأرب في منتصف القرن الخامس الميلادي، ثم هاجرات القبائل المعقلية الحسانية إلى هذه الصحراء ودخلتها في القرن السابع الهجري

[7]  عددها ستة أبياة راجعها : الأمام الحضرمي المرادي، الإشارة إلى أدب الإمارة، تحقيق ودراسة رضوان السيد، دار الطليعة، بيروت 1981، ص.17

[8]   هما   رب بيضاء من بني سعد الاوس   حبها آخذ بذات النفوس

    جعلت بيننا وبين الغواني                  والكرى والجفون حرب البسوس

[9]  -هو المختار {أو أحمد} بن يعقوب الذي قال محمد المختار ولد اباه إنه أول شاعر شمشوي يخرج عن رقابة الفقهاء في زمنه ويقول شعرا يتغزل فيه، فقام الإمام ناصر الدين الديماني {ت1085هـ} بتعزيره.

راجع محمد المختار ولد اباه، مدخل إلى الشعر الموريتاني 1650-1900م، ترجمة وتقديم محمد عبد الرحمن ولد آبه،كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة نوكشوط ،.85-1986، ص 50. {مرقون}

[10]  عبد الله حسن بن احميده : الشعر العربي في بلاد شنقيط : مبحث في النشأة والأصول ، مطبعة النصر، نواكشوط،2001، ص.205.

[11]  المرجع السابق . ص205

[12] المرجع السابق ص205

[13]   ابن رازكة {سيدي عبد الله بن محم العلوي الشنقيطي}، ديوان ابن رازكة :شرح وتحقيق محمد سعيد بن الدهاه، دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1986، ص.36.

[14]  محمد المختار بن اباه ، الشعر والشعراء في موريتانيا، الشركة التونسية للطبع ، تونس 1987، ص 39.

[15] محمد بن أبنو الشقروي، ديوان محمد بن أبنو، جمع وتحقيق ودراسة أحمد ولد حبيب الله ، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، 1989.تحت عنون بحث {مرقون}

[16]   محمد بن الطلبه، ديوان محمد بن الطلبه، شرح وتحقيق محمد عبد الله بن الشبيه بن ابوه مراجعة الشيخ محمد سالم بن محمد على بن عبد الودود، تقديم محمد بباه بن محمد ناصر، الناشر أحمد سالك بن محمد سالك بن محمد الأمين بن ابوه، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء2000، النص 58 الأبيات من 4-1

[17] أحمد ولد الحسن: أسلوب محمد بن الطلبة اليعقوبي، بحث شهادة الكفاءة في البحث، كلية الآداب ولعلوم الإنسانية، 1981ص 61.{بحث مرقون}.

[18]  يحي بن حمزة بن علي بن إبراهيم العلوي : كتاب الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز. مكتبة المعارف بالرياض.السعودية [د . ت] ص 281

[19]  المرجع السابق ، ص 62.

[20]   علي البطل، الصورة في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري، دراسة في أصولها وتطورها، دار الأندلس، بيروت، 1980، ص 9596.ويرى نصرت عبد الرحمن أن الأعلام الواردة في نسيب الشعر الجاهلي لها دلالة رمزية على معبودات بعينها، فهذه الأسماء المصدرة بأم عنده تعني ربة الحكمة وسلمى ربة الحب العذري وهي في شعر عنترة ربة الحب الجنسي وليلى ربة الصيد" راجع نصرت عبد الرحمن، الصورة الفنية في الشعر الجاهلي في ضوء النقد الحديث مكتبة الأقصى، عمان، 1976. ويرى علي البطل أن هذا الرأي " لا يعتمد فيما يذهب إليه إلى مصدر من مكتشف تاريخي ولا أسطورة صريحة" راجع الصورة في الشعر العربي، مرجع سابق ص 95-96.

[21]   النص 80 البيت 1 الديوان مصدر سابق ص 474

[22]  النص 80البيت 5 الديوان مصدر سابق ص474

[23]  تذكر الرواية الشفوية أن أولى زوجاته هي مباركة بيت الطراح الديمانية ثم عائشة اليعقوبية ثم حدهم بنت أحمد شينان العروسية ثم مريم بنت حبيب الله اليعقوبية، وقد تكون له زيجات أخرى قصيرة الآماد غير متفق عليها عند الرواة، ولم ينجب منها .نقلا عن محمد الأمين بن محمد محمود صيب في ورقة مخطوطة أمدنا بها مشكورا عام 2003.

[24]  النص 40 البيت 1 الديوان مصدر سابق ص248

[25]   النص 18 البيت 1 الديوان مصدر سابق ص177

[26]    النص 26 البيت 1 الديوان مصدر سابق ص209

[27]   النص 8 البيت 1 الديوان مصدر سابق ص 474

[28]   يرى بعض أهل العروض أن البيت المفرد يسمى يتيما، وأن البيتين نتفة، ومن الثلاثة إلى الستة من الأبيات قطعة، وما فوق ذلك قصيدة، وبعضهم يرى أن القصيدة ما جاوز العشرة.راجع: أمين على السيد، في عملى العروض والقافية ، ط 3، دار المعارف القاهرة، {د.ت} ، ص28.وبن رشيق العمدة، ص.ص.188-189

[29]   عبد الله بن مسلم بن قتيبة :ت 276 الشعر والشعراء ط4، دار الثقافة، بيروت، 1980، ج.1،ص.22

[30]  المرجع السابق ، ص.ص 22-23

[31]   الديوان النص:،87، البيت1، ص. ص 495 -505

[32]   الديون النص 17، البيت 1 ، ص.ص.   141-160 

[33]  محمد بباه بن محمد ناصر، تقديم الديوان، مرجع سابق، ص.76.

[34]  - د. أمين علي السيد في عملي العروض والقافية، مرجع سابق، ص.177.

[35]   د . أبراهيم أنس، موسيقى الشعر مرجع سابق، ص.281

[36]  إبراهيم أنيس ، موسيقى الشعر، مرجع سابق، ص.53

[37]   الديوان، النص 26، البيتان 5-6، ص. 217

[38] أحمد ابن الحسن أسلوب امحمد بن الطلبة اليعقوبي، مرجع سابق، ص.62

[39]   المرجع السابق ص 62-63

[40]  أحمد ابن الحسن ، أسلوب امحمد بن الطلبة اليعقوبي، مرجع سابق، ص.62

[41]  المرجع السابق، والصفحة

[42]  الديوان النص 40البيت 1،ص.248.

[43] الديوان، النص 84، البيتان 18-19، ص.491.

[44]  بدليل قوله

                                                 {خفيف}

  لوتراني لقلت يطلب أم الـ       مؤمنين الغداة تحت التراب

لا الهوى غيرها ولا هي تهوى        غير شيء به تطيل عذابي

الديوان النص 11، البيتان 4-5ص.130

[45]   الديوان، النص، 50الأبيات من 4-9، ص.ص.311-312

[46]   الديوان النص 87، الأبيات من 15-19، ص.ص.500-501.

[47] الديوان، النص 29، الأبيات 13.18.219.

[48]  أحمد ابن الحسن، الشعر الشنقيطي في القرن الثالث عشر، مرجع سابق، ص.351.

[49]   قوله: خقق السير بالخفيف علينا  إن غير الخفيف ويك خفيف

إن تكرور والخفيف لشيء  مطرب حين يستمل الظريف

الديوان النص45، ص.284.

[50]  محمد بباه بن محمد ناصر، تقديم الديوان، مرجع سابق، ص76.

[51]  إبراهيم أنيس، موسيقى الشعر، مرجع سابق، ص.193

[52]   المرجع السابق، ص.ص.194-195

[53]  والمرجع السابق، ص.195.

[54]  المرجع السابق. ص. 196.

[55]   المرجع السابق. ص. ص. 196-197

[56]  أحمد ولد الحسن، أسلوب امحمد بن الطلبة اليعقوبي، مرجع سابق، ص.36

[57] المرجع السابق والصفحة

[58] المرجع السابق والصفحة

[59]   الديوان، النص 29، البيت16، ص.219

[60]   سورة الإنسان، الآية 20

 [61]  الديوان، النص 29، البيت 18، ص.219   

[62]  سورة الحديد، الآية 19.

[63]   الديوان، النص 57، البيت 1، ص.330

[64]  سورة المزمل، الآية 6.

[65]   سورة المزمل الآية 15.

[66]  محمد سامي الدهان، الغزل، مرجع سابق، ص.14.

[67]  أحمد ولد الحسن، الشعر الشنقيطي في القرن الثالث عشر، مرجع سابق، ص234

[68] المرجع السابق والصفحة

[69]   محمد بباه بن محمد ناصر، تقديم الديوان، مرجع سابق، ص.64.

[70]  الديوان، النص 40، البيت 9، ص.250.

[71] االديوان، النص 55، البيتان 23-24، ص.324،

[72] الديوان النص 17 البيت

[73]  إشارة إلى أبيات عدي ابن الرقاع، التي يقول فيها :

  أحب بلاد الله مابين منعج   إلي وسلمى أن يصوب سحبها

كان الشائع عندهم إذا أرادوا إبداء تعلقهم الشديد بمكان ما يقولوا: "هو عندي بين سلمى ومنعج"وسلمى أحد جبلي طيئ {أجا وسلمى}

ومنعج واد يأخذ من حفر أبي موسى، وقيل إنه يصب في الهناء.

 

[74]  كما في قوله:

منازل لو غيلان مية شاهد     بها إذ صبانا لا تغول غوائله

لما استحلبت عينه يوما محلة    بجزوى ولا الملا وجلاجله   

[75]  الديوان النص 68، البيتان 14-15، ص.ص. 415-416.

[76] فيه اقتباس من حديث التعزية {إن لله ما أخذ وما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب}راجع مسند الإمام أحمد، ج.5، ص.204، نقلا عن شرح الديوان، ص.215

 

القائمة

من أدب ابن الطلبة الحساني المزيد

من غزل ابن الطلبة  المزيد

محمد بن الطلبة المولد والنشأة  المزيد

المعجم الشنقيطي العربي المزيد

شعر محمد بن الطلبة المزيد

محمد بن الطلبة المولد والنشأة  المزيد

التعاون المغاربي يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع مؤسسات المغرب العربي بما في ذلك الموروث الثقافي البربري العربي 

المعجم الشنقيطي العربي المزيد

التعاون العربي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات العربية المحلية والدولية   المزيد

التعاون الإفريقي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات الإفريقية النشطة في المجال  المزيد

التعاون الدولي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع الهيئات الدولية المزيد

التعاون المغاربي يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع مؤسسات المغرب العربي بما في ذلك الموروث الثقافي البربري العربي 

مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث  مركز محمد بن المزيد

التعاون العربي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات العربية المحلية والدولية   المزيد

مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث  مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث مركز محمد بن المزيد

التعاون الإفريقي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات الإفريقية النشطة في المجال  المزيد

التعاون الدولي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع الهيئات الدولية المزيد

 
top Back to top