ISET

مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث : مجال اهتمامات المركز ومشاغله البحثية يتجاوز الأشخاص والجهات، مركزا على شتى ألوان الثقافة العربية الإنسانية التي أنتجتها هذه البلاد وما جاورها؛ دون أن نغفل الثقافة الإنسانية العربية والعالمية منها عموما
 اتصل بنا من نحن بحوث مرويات النشاطات الرئيسة

قصائد من شعر محمد ولد الطلبة:  

 

من خفيفيات امحمد بن الطلبة نختار للقراء الكرم هذه القطعة الرائعة التي يمتزج فيها الغزل بالبكاء على الأطلال، فتتشكل بذلك معالم الإبداع فتظهر جليا:

 

حَـيٍّ مـن سـاحَةِ المُبَيدِع دُورا
جَـنـبَةَ الـريِّـعِ قــد دَثَـرنَ دُثـورا

قــد أضَــرَّ الـبِـلا بِـها غـيرَ لـوحٍ
مـــن رُســـومٍ تـخـالُهُنَّ زَبــورا

وبَـقـايـا مـــن أرمِـــداتٍ تَـقـيها
خـالـداتُ الـصَفا الـصبا والـدبورا

حـبَّـذا هُــنَّ مــن مـعاهِدَ لَـولا
أنّ لــلِـدّهـر عــثــرَةً وحُــبــورا

فَـقِـفـا وابـكِـيـا وعــودا وجــودا
بـمَـصونِ الـدموعِ جـوداً مـطورا

وإذا مـا لـم تُـسعِداني فـعوجا
إنّ غــدراً أن تـمنَعاني الـمُرورا

إنّ عـنـدي لـهـا إذا لــم تُـعـينا
مــقـولاً مُـسـعِداً وجَـفـناً دَرورا

وفُــؤاداً عـلى صـروفِ الـلَيالي
وانـصِـرامِ الـصِـبا لِـجُملٍ ذكـورا

إنَّ جُـمـلاً مـتـى تُـلِـمَّ بِـجُـملٍ
تَــلـقَ جـيـدانـةً عَـروبـاً ذَعــورا

أوحَشَ النيشُ بعدَ أترابِ جُملٍ
ولــقَــد كـــان آهِـــلاً مـعـمـورا

فإلىَ الرَقمَتَينِ من مُنحنى المَ
و جِ بـحَيثُ الـصفا يَرى التَيهورا

فـالـدِيارُ الـتّـي بِـجَـنبِ قُـدَيسٍ
عــادَ مـعـمورَ خـيـفِها مـهـجورا

فـلَـنـا فـــي لــواهُ أيّــامُ عـيـدٍ
عـزَّ مـن قـد بَـدا بـهِنَّ الحُضورا

حـينَ إذ جُـملُ مـنكَ غـيرُ بعيدٍ
لا يُـعـنّـيكَ أن تَـــرى أو تَـــزورا

حـيـنَ إذ هِــيَّ بـالبَناتِ تـلَهّى
يـــا لَــهـا شـادِنـاً أغَــنَّ نـفـورا

وإذا رَيـــتَ ثـــمَّ ريـــتَ نـعـيماً
طــابَ مــا شـئتَ لَـذَّةً وحُـبورا

قــد قَـضَـينا بـهِ نُـذورَ الـتصابي
وتـغـبَّـرت مــنـهُ فـيـهِ الـخُـمورا

وتَـمَـتَّـعتُ مـــن جَــنـاهُ ولـكِـن
مـــا مَــتـاعُ الـحَـيـاةِ إلّا غُــرورا

دَرَّ دَرُّ الـشَبابِ من خِدنِ صِدقٍ
غـيرَ أنّـي ظَـنَنتُ أن لَـن يحورا

إنَّ فـي الـقَلبِ من صِباهُ عُلالا
تٍ أتـى الـشَيبُ دونَها والنُذورا

لَيتَ عصرَ الشبابِ عادَ لنَقضي
مــن لُـباناتِنا ونَـشفي الـصدورا

=============================

 

بُـعـدَ مــا بـينَ مـن بِـذاتِ الـرماحِ
وَمُـقـيـمٍ مــن الـلـوى بـالـنَواحي


طـالَ لَـيلي بـساحَةِ الكَربِ حتّى
كِـدتُ أقـضي الـحياةَ قبلَ الصَباحِ

إن أبِـــت سـاهِـراً أُغـالِـبُ هَـمّـا
قــاتِـلاً مـــا لـبَـرحـهِ مـــن بـــراحِ

لَـبِـمـا بِـــتُّ خـالِـيَ الـبـالِ خــالٍ
بـــأنـــاةٍ مــــــنَ الـــمـــلاحِ رَداحِ

أشـتَـفي مــن رُضـابِـها لِـغَـليلي
يـــا لَــهـا مـــن سُــلافَـةٍ بِــقَـراحِ

يــــا خَـلـيـلَـيَّ هــجِّــرا لــلـرّواح
وارحَـــــلا كــــلَّ بــــازلٍ مِــلــواحِ

يا خليلَيَّ ما شفى النفس شافٍ
كـاعـتِـمـالِ الـجُـلالـةِ الــسـرداحِ

قـــد تـخَـيَّـرتُ لاهـتـمـاِيَ مـنـهـا
جــسـرَةً طــالَ عـهـدُها بـالـلقاحِ

رَبَـعَت فـي مـجادِلِ الكربِ تَرعى
جــلَـهـاتٍ بــهِــنَّ حُــــوَّ الـبِـطـاحِ

يَــبـدُرُ الــطَـرفَ بَـغـيُـها كُـلَّـمـا لا
حَ لــهــا لائِــــحٌ مـــنَ الأشــبـاحِ

فــكـأَنّـي إذا الــهـواجِـرُ شَــبَّـت
كــلَّ حَــزنٍ عَـلـى شَـبـوبٍ لَـياحِ

مُــفــرَدٍ بــالـلَـوى يَــــرودُ دِمــاثـا
لَــم يَـرُدهُـنَّ غـيـرُ هــوجِ الـريـاحِ

زَعِــــل بــــاتَ طــاويــاً بـكِـنـاس
بـلَّـلَتهُ الـذهـابُ هـاريِ الـنواحي

فـاستَفَزَّتهُ مطلِعَ الشمسِ غُضف
أُرسِـلَت مـن يـدَي قنيصٍ شَحاحِ

فــتَــجَـهَّـدنَ إثــــــرَهُ طــالِــبــات
وتَـمَـطّـى بـــهِ جــنـونُ الــمِـراحِ

فـاخَتَشى مـن لَـحاقِها ثُمَّ أنحى
نــحــوَهـا كــــرَّ ذائــــدٍ مِــلـحـاحِ

فَـــكَـــلا بــعــضَـهـا وبَــعــضـاً رآه
وانـبَـرى فــي الـقِـفارِ كـالـمِصباحِ

فـعَـسـى تــلـكَ وادِّلاجُ الـلَـيالي
ودُؤوبُ الإمـــســـاءِ والإصـــبـــاحِ

تُــبــلِـغَـنّـي ديــــــارَ أُمِّ أُبَــــــيِّ
ولَـحَـسـبي بُـلـوغُها مــن نـجـاحِ

=============================

 

يـــا بــارِقـاً بــاتَ يـحـدو دُلَّـحـا جـونـا
ســودَ الـذوائـبِ أبـكاراً سـمَت عـونا


يُــزجـي حَـبِـيّـاً إذا مــا هــدَّ هـيـدَبَهُ
رَعـــدٌ يَــثُـجُّ ثـجـيـجاً لـيـسَ مـمـنونا

عَــــرِّج وَبَــعِّـج كُــلاهـا غــيـرَ مُـتَّـئِـدٍ
بـالـجِذعِ الأخـضَـرِ مـن أكـنافِ لـطيونا

أسقي به المَرجَ مرجَ الجذعِ حيثُ بهِ
أمـسـى وأصـبَح عـدُّ الـمَجدِ مـدفونا

فَـيُـنـبِتُ الــلَـهُ حــواذنـاً أجَــشَّ لــهُ
أو اقــحُـوانـاً أغَــــرَّ الــنــورِ مـجـنـونا

فــإنَّ بـالـجِذعِ غـوثَ الـمستغيثِ إذا
مـا الحُزنُ أمسى بنَفسِ الحُرِّ مدفونا

غــوثــاً مـغـيـثـاً أمـيـنـاً لـيِّـنـاً نــجِـداً
بَـــرّاً مُــبِـرّاً عــلـى الأبـــرارِ مـيـمونا

غـوثـاً قــد احــرز مـجـداً تُـرتُباً شـرَفاً
مُـــوَرِّثَ الـمـجدِ مــن خـيـرِ الـنـبيئينا

غــوثـاً تَــفَـرَّعَ مــن عـدنـانَ هـامَـتَها
غـيـثـاً مُـغـيثاً أمـيـنَ الـغـيبِ مـأمـونا

بَــحــرٌ بـسـاحِـلـهِ الأمـــواجُ مُـغـرِقَـةٌ
لَــم يــرضَ قُـطـباً ولا وتــداً لــهُ نـونـا

بَـحـرُ الـكـراماتِ مــن آيِ الـنـبِيِّ لـهُ
وراثَــــةً مــنـهُ مــنّـا لــيـسَ مـمـنـونا

قُــطـبٌ بـــهِ رحــيـا الـكـونَينِ دائــرةٌ
قــالَ الإلــهُ لــه غــوثَ الــورى كـونـا

لــهُ الـتَـصَرُّفُ مـن بـعدِ الـمماتِ كـما
كـان الـتصَرُّفي فـي الـمحيا لـهُ ديـنا

بـحرُ الـمعادنِ مـن سـرِّ الحقيقَةِ في
أســرارِ أصــدافِ سـرِّ الـكونِ مـكنونا

قُـطـبٌ بــهِ آنـفُ الـعلياءِ قـد جُـدِعَت
مُـذ قـيلَ أصـبحَ تـحتَ الـتربِ مـدفونا

وقَـد تَـوَخّى الـمَنى يـومَ اسـتبَدَّ بـهِ
حُــرَّ الـصـميمِ وأبـقى الـدَندِنَ الـدونا

تــالــلَـهِ تــفــتَـأُ ذكـــــراهُ تُــؤَرِّقُـنـي
وجـــداً عـلـيـهِ فــمـا أنـفَـكُّ مـحـزونا

=============================

 

فـيـمَ الـوقوفُ عـلى رسـومِ الـمنزِلِ
بـلـهَ الـبـكاءَ عـلـى الـمحلِّ الـمحولِ


واذكُــــر ذوي آل الـنَـبِـيِّ بـفَـضـلِهِم
فـبـذكـرِهِم غــيـمُ الـغـوايَةِ يـنـجَلي

واذكُــر مـحـامِدَهُم هُـبِلتَ فـإنَّ فـي
تــعــدادِهــا لــمــنـادِحـاً لــلــمـقـوَلِ

وارصُـدهُـمُ فــي الـنـوبِ لـوذاً إنَّـهُم
عَــصَـرُ الـحـريـبِ ومــوئِـلُ الـمـتـوَئِّل

واسـكُب دمـوعَكَ مـا ذكَـرتَ مصارِعاً
مــنـهـم بــتـامـورِ الــفــؤادِ واعــــولِ

فــإذا فـعَـلتَ فـجِـدَّ فــي أمـداحِـهم
وابــكِ الـمكارمَ فـعلَ مـن لـم يـفعَلِ

فــــإذا فــعَـلـتَ فــــإنَّ ذاك قــلالَــةٌ
فــي وُدِّ قُـربـى خـيرِ خـيرِ الـمرسلِ

قــد ضَـجَّـتِ الأرضـونَ مـن فـقدانِهِم
وتـضَـعـضَعَت أركـــانُ صُـــمِّ الأجـبـلِ

لــكــن بــحَـمـدِ الــلَـهِ قَـــرَّ قــرارُهـا
بِــبَـقـيَّـةِ الـــقــرمِ الأبَــــرِّ الأعــــدَلِ

الـفـاطِـمِـيّ الألـمَـعـيِّ الـهـاشـميِّ
الــحـاتِـمِـيِّ الــلــوذَعِـيِّ الــنــوفَـلِ

بمُحَمَّد بن السعد الأرضى نجلِ عبد
الـلَـهِ ذي الـخُـلُقِ الـعُـراصِ الأطــوَلِ

إن لا يــكُــن مــالــي بـآتـيـهِ فــلـى
أسـنـى الـهـدايا بـالـمديحِ الأجـمَـلِ

ولَــسَــوفَ يـحـبـوهُ ثَـنـائـي مــقـوَلٌ
صَــنَـعُ الـشـبـاةِ مُـطَـبِّـقٌ لـلـمَـفصِلِ

مـــن ذا يُـبَـلِّـغُهُ وكـــم مـــن دونـــهِ
زوراءَ تـــنــبــو بــــالـــزوَرِّ الــعــيـهَـلِ

مــنّــي ثــنــاءً صــادِقـاً ولـخَـيـرُ مـــا
تــحـبـوهُ قــيــلٌ لــيــسَ بـالـمُـتَقَوَّلِ

فـلأمـدَحـنـكَ وإن رأيـــتُ مـديـحَـكُم
أعــيــا مــقـاوِلَ كـــلِّ قـــرمٍ مــقـولِ

بــل كـيـفَ لـي بـالقولِ فـيمَن خـيرهُ
يـنـمى إلــى بـيتِ الـنبي الـمرسَلِ

أم كـيـفَ أتــرُكُ مــدحَ مــن تـعظيمهُ
حـكمٌ قـد أحـكمَ فـي الكتابِ المنزَلِ

يـــا مـــن يُــؤَمِّـلُ نـيـلَ كــلِّ مـؤمَّـلٍ
مــن خـيـرِ مــا قــد نــالَ خـيرُ مـنَوَّلَ

دَع عـنـكَ جــدوى كــلِّ خــلٍّ بـاخلٍ
ذوبـساحِ سـيحِ الـشيخِ عـرِّج وانـزِلِ

انـــزِل بـحـيثُ الـمـجدُ ألـقـى ثـاوِيـاً
مــنــهُ الـبـعـاع ولا تــحِـد لا تـضـلِـل

فـاحـطُـط رحــالـكَ مـــن ذراهُ بـبـاذِخٍ
سـامـي الـذُرى طـودٍ مـنيعِ الـمعقلِ

تَـلقى لـدى ذاكَ الهُدى وجَدا النَدى
ومـــنَ الـعِـدا تُـكـفَ الــرَدى وتُـخَـوَّلِ

غــوثٌ وغَـيـثٌ فـي الـهزاهزِ عـصمَةٌ
مــــا إن تــخَـطّـاهُ مــطـايـا الــرُحَّــلِ

وردِ الـحـقـيـقةَ والـشـريـعَـةَ مَـنـهـلاً
مـــن وردهِ يـــا طـيـبَ ذاكَ الـمـنهَلِ

فـلَـهَـديـهُ إمّــــا اهــتَـدَيـتَ بــهـديـهِ
أهـدى منَ النجمِ اهتداءً في الفُلى

ولَــسَـيـبُـهُ إمّــــا تُــرَجّــى سَــيـبَـهُ
أنــدى مـن الـسبَلِ الـركامِ الأسـوَلِ

ولــنَــصــرهُ إن تَـــدعـــهُ لــمـضـوفَـة
أجــدى مـنَ الـلجبِ اللهامِ الـجَحفَلِ

ولِــعِــزُّهُ إمّــــا احـتَـمَـيـتَ بــطـوردهِ
أحـمـى وأمـنَـعُ مــن شـمارخِ يـذبُلِ

هـــذي إلـيـكَ هـديَّـتي يــا سـيِّـدي
واضـيـعَـتـاهُ إنَ أنــــتَ لــمّــا تَـقـبَـلِ

أورَدتُــهــا صَــديــا وثــوقــاً بــالـنَـدى
صَــــدّا مـــوارِدِكَ الــرحـابِ الـحُـفّـلِ

تَـشـكو نـوائِـبَ شَـدَّمـا عَـضَّـت بـنـا
مـن عـضَّةِ الـزمَنِ الـجُحافِ الـمُمحلِ

تَــرجـو ذُنـوبـاً نـاقِـعاً غُـلَـلَ الـصـدى
مــن وردِ كـوثَـركَ الـنَـميرِ الـسَلسَلِ

ثُـــمَّ الـنـجاةَ إذا الـحـصائِلُ حُـصِّـلَت
يـــومَ الـتـغـابُنِ فــي الـرعـيلِ الأوَّلِ

ولِــوالِــدَيَّ وأُســرتــي وعـشـائِـري
أرجـو الـخلاصَ مـنَ الهلاكِ بكُم وَلي

ثُـــمَّ الــصـلاةُ عــلـى الـنـبِـيِّ وآلــهِ
وصــحــابــهِ والــتـعـابـيـنَ الــكُــمّـلِ

=============================

 

 

صـاحِ قِـف واستَلِح على صحنِ جالِ
سـبخَةِ الـنيشِ هـل ترى من جمالِ


قِـــف تــأمَّـل فــأنـتَ أبــصَـرُ مــنّـي
هل ترى من حدوجِ سُعدى التوالي

هـــل تـــرى مــن جـمـائِلٍ بـاكِـراتٍ
مــن لــوى الـمـوجِ عـامِداتِ الـزَفال

سـالِـكاتٍ مــن نـقـبِ زَلــيٍ عـلَـيها
كــــلُّ جــيـدانَـةٍ خــلــوبِ الــــدلالِ

كـــلُّ رخـــوِ الـمـلاطِ يـهـوي بـعَـينا
ءِ رداحٍ مـــــن الــهــجـانِ الــخــدالِ

فــتَـسَـرَّع لـعَـلَّـنـا نـتَـلافـى الــظُـع
نَ قــبـلَ اعـتـسافِ وعــثِ الـرمـالِ

قـالَ مـا في سوالفِ الظغنِ سعدى
وتـصـابـي الـكـبـيرِ عــيـنُ الــضـلالِ

قـلـتُ إنّ الـظـغائنَ الـيـومَ هـاجَـت
شـجَـنـاً بـالـمَـشيبِ لـيـسَ يُـبـالي

إن يــكُـن مــا تـقـولُ حـقّـاً فـمـحتو
مٌ عـلـيـنا انـتـظـارُ أخــرى الـجـمالِ

فـاحـبـسِ الـعـنـسَ وانـتـظِـرها وإلّا
فـلـتَـدَعني وسِـــر مـضـيعَ الـخِـلالِ

إنَّ فــي الـحـدوجِ لــو كـنـتَ تَـدري
شـجَـنـا لا يــريـمُ أُخـــرى الـلَـيالي

دُمـيَةٌ مـن دمـى المحاريبِ تَسقي
صـرفَ صافي المُدامِ شوكَ السيالِ

فــهــوَ كــالأُقـحـوانِ بــيَّـتَـهُ الــطـلُّ
فـأضـحـى وَجَـــفَّ مــنـهُ الأعــالـي

أُشــعِــرَت نــضــرةً كــــأنَّ عـلَـيـهـا
بُـــردةَ الـشـمسِ فــوقَ نـضـرٍ زُلالِ

يـــا لِـقَـومـي تَـقَـتَّـلَت لــي حـتّـى
قَـتَـلَـتـنـي ولــــم تُــبــالِ خَــبـالـي

فـــي حــمـولٍ غـــدَونَ مُـنـتَـجعاتِ
سـاحـةً الـكـربِ بـعـدَ رعـيِ الـرمالِ

ظُــعُـنٌ مـــن ظـبـاءِ أبـنـاءِ مـوسـى
وظـــبـــاءِ الأعـــمـــامِ والأحـــــوالِ

لَـــيِّــنــاتٌ مــعــاطِــفـاً خَــــفِـــراتٌ
كـمَـهـا الــرمـلِ بــاهِـراتُ الـجـمـالِ

طَـــيِّـــبــاتٌ مــــــــآزِراً حـــظــيــاتٌ
يـالَـهـا مـــن حــمـولُ حــيٍّ حــلالِ

حـــيِّ يـعـقـوبَ إنّـهُـم خـيـرُ حــيٍّ
إذ تـسـامى الـكـرامُ عـنـد الـنـضالِ

مـضن يـرمهُم يـجِدهمُ حـيَّ صـدقٍ
أيَّ حــــيٍّ عــرنــدَسٍ ذي طــــلالِ

مـن جـداهُم عـلى الـحوادِثِ يعرِف
كـيـفَ تـعـفو الـكـرامُ عـنـدَ الـتبالي

مــن دعـاهُـم لـكشفِ ضـرّاءَ يـغرف
عـنـد عـضِّ الـزمانِ أربـى الـسجالِ

فـــهُــمُ كـالـجـيـادِ تــعـفـو إذا مــــا
نــفِــقَ الــراكـضـاتُ عــنـد الــكـلالِ

آل يــعــقـوبَ شــمّــروا لـلـمـعـالي
واسـتـعـدّوا لــمـا تـجـيءُ الـلـيالي

وأعِـــــدّوا لـــكُــلِّ خــطــبٍ مُــلــمٍّ
عُــــــدَّةُ مـــــن عَـــــزازَةٍ ونـــــوالِ

وتــواصـوا بـالـحَـقِّ والـصـبـرِ وابـغـوا
فـي الـعفافِ الـغِنى على كلِّ حالِ

وامـروا بـالمعروفِ وانـهوا عـنِ المُن
كَــر واسـمـوا لـلـمَكرُماتِ الـعـوالي

والـهُـوَيني دعــوا ولـلمجدِ فـاسعوا
وصــعـابُ الـعُـلـيَ بـصَـعـبِ الـفـعالِ

والــزَمــوا الـحـلـمَ والأنـــاةَ وخَــلّـوا
نَــزَغـاتِ الـشـيـطانِ شـــرَّ الـخِـلالِ

واتّـقـوا الـشُـحَّ والـصـراعةَ والـفَـكّةَ
والــــهـــاعَ شـــيــمــةَ الأنـــــــذالِ

هـــاجَ قـــرحَ الــغـرامِ بـعـدَ انـدمـالِ
ظَــعـنُ ظُــعـنِ الـخـليطِ يــومَ إنــالِ

يـــومَ وَلَّـــت كـأنـهـا حــيـنَ جــدَّت
بــاسِـقـاتُ الـنـخـيلِ مـــن كــانـوالِ

مــائـراتٍ مـعـرورفـاتٍ عــلـى ظَـهـر
مــــروى الـقُـلَـيـبِ ذي الــطـيـرلانِ

جــاعِـلاتٍ عَــن الـيـممينِ تـمِـزكينَ
ضُــحَــيّـاً وتــشــلَ ذاتَ الــشـمـالِ

رُحـــنَ مـــن مـنـحَرِ الـتـؤامِ رواحــاً
تــتَــبــارى بـــهِـــنَّ أُدمُ الــجــمـالِ

أشـقَـرِيّـاتُ عُـنـصُـرٍ مُـــوَّرُ الأعـضـادِ
مــــا فــــي أُرومِــهــا مــــن ثَــفـالِ

فـاسـتـمَرَّت مـعـصوصباتٍ فـأمـسَت
بـالـثـنـايا مــــن الــضـلـوعِ الــطـوالِ

نــاحِــراتٍ هــضـبَ الــقِـلاتِ فَـــدِرّا
مــان تـرعـى مــن تـيرِسٍ بـالمَطالِ

فـانَتَحَت من رُبى ذي الأوتادِ نجدَي
لَ لــمَــرعـى قــصـارِهـا والــطــوالِ

ظُــعُــنٌ لــســنَ يـنـثَـنـينَ إذا مــــا
وزعَ الــظُــعـنَ حـــــادِثُ الأوجــــالِ

فـسَـقـى الــلَـهُ حـيـثُ أمَّــت بـهـا
الـعيسُ سـجالَ الـغمامِ بـعد سجالِ

لـو تـراها عـلِمتَ أن لـيسَ فـي أن
يـتَـصَـبَّـينَ ذا الـنُـهـى مـــن مــقـالِ

فـلِـمَن صــبَّ مــن كـبـيرٍ بـهـا الـعُذ
رُ فــمــا لــلـعـذولِ فــيـهـا ومــالـي

قَـــد أرانـــي والـبـيـضُ غـيـرُ قــوالٍ
لــخِـلالـي ومــــا مَــلِـلـنَ وصــالـي

فــأراهُــنَّ بــعـد مـــا كـــان عَــنّـي
صُـــدَّداً أن رأيـــنَ شــيـبَ قـذالـي

إن تـريـنـي أُمَــيـمَ اصـبَـحتُ نِـضـواً
شــاحِـبـاً فــــي بَـــذاذَةٍ واخــتِـلالِ

فَــلَـقَـد كــنــتُ لــلأوانــسِ فَــرعــاً
عَــن يـميني يـرِعنَ لـي وشِـمالي

ولَـقد كُـنتُ فـي الـخطوبِ الـمُفَدّى
حــيـنَ إذ تُـسـتـطارُ خـــورُ الـرجـالِ

وكَــمُ الـفـى لــدى الـمـجامعِ ثَـبـتاً
حــيـنَ تُــزهـى الـحـلومُ بـالإجـهالِ

ولَـهـيـفٍ نـفَّـسـتُ عـنـهُ فـأمـسى
جَــذِِلاً عـنـدَ بــكءِ عـطفِ الـموالي

وصــحــابٍ مــثـلِ الـمـصـابيحِ فـــي
الـدجـيَةِ نـازَعـتُهُم سـهـادَ الـلـيالي

بــنَــشــيـدٍ ومِـــزهَـــرٍ وعـــويـــصٍ
مــن عـلـومِ الـهـدى عـزيـزِ الـمـنالِ

فــتــيَـةٌ فــتــيَـةٌ بــهـالـيـلُ شُـــــمٌّ
هـمُّـهُم فـي ارتـقاءِ شـمِّ الـمعالي

مـــن خـلـيـلٍ ومـــن كـريـمٍ نـجـيبٍ
رُزؤُهُ مــــؤيـــدٌ وعـــــــمٍّ وخـــــــالِ

ثُــــمِّ فـارَقـتُـهـم وقــــد فــارقـونـي
غــيــرَ قـالـيـنَ لـــي ولا أنـــا قـــالِ

فـارقـونـي كــرهـاً وكِـــدتُ عـلَـيهِم
يــــومَ بــانــوا أمـــجُّ غــبـرَ الـقـتـالِ

غـيـرَ أنّــي عـلـى الـحـوادثِ جـلـدٌ
لا أُبــالـي مــن الـخـطوبِ الـتـوالي

كــلَّـمـا هـجـنَـنـي أصـــولُ عـلـيـها
بـاعـتمادي عـلـى الـعـلي وتِّـكالي

حـسـبـيَ الــلَـهُ إن بـالـلَـهِ مـسـعا
يَ وحـــولــي وقــوّتــي وصــيـالـي

وحـــوالـــي لـــمــا أرومُ وقـــهــري
لـــعَــدُوّي ونُــصـرتـي واحـتـمـالـي

وفُــتُــوٍّ شُـــمِّ الـعـرانـين أقـبَـلـتُهُم
هَــــبَّــــةَ الـــســمــومِ عــــجـــالِ

بِــتُّ أسـقيهمُ بـمطوِ سُـرى الـليلِ
كــــؤوسَ الــكــرى بــأجــردَ خـــالِ

بـــمَــرادٍ لـــكُــلِّ هــوجــاءَ مَــــرَّت
لــيـسَ فــيـهِ لِـغَـيـرِها مــن مـجـالِ

مُــذكـرٍ مـــا بـــهِ لإنــسٍ حـسـيسٌ
بـــيـــنَ تـــيـــهٍ نــفــانـفٍ أغـــفــالِ

مـجـهَـلٍ خــاشـعِ الـدلـيـلِ إذا مـــا
قــيــلَ قــــدِّم وضُــــنَّ بــالأشــوالِ

أُنــسُ مـجتابهِ الـكئيبِ نـئيمُ الـبومِ
مـــثـــلَ الــحــريــبِ ربِّ الــعــيــالِ

فــسَـروا مــاسـرَوا فـلَـمّـا تـقَـضّـى
الـلـيلُ أو كــادَ عـرّسـوا فــي نـعالِ

فــكَــأنَّ الــكَـرى سـقـاهُـم عُــقـارا
ءَ شــمــولٍ تَـــدِبُّ فـــي الأوصـــالِ

فَـــلَــهُ فــيـهِـمُ دبــيــبٌ كــمــا دَبَّ
سَـنـى الـنـارِ فــي سـلـيطِ الـذُبـالِ

حـولَ خـوصٍ رمـى بها الأرضَ حتّى
لا نَـشـكَكّى الــدؤوبُ بـعـدَ الـكلالِ

بِـــتُّ أكــلاهُـمُ وأَســعـى عـلَـيـهِم
بــــشِـــواءٍ مُـــضَــهَّــبٍ غـــيـــرِ آلِ

ثَـــــمَّ نـبَّـهـتُـهُـم فـــلأيــاً أفـــاقــوا
مِــن لـغـوبٍ قــد مـسَّـهُم واعـتِمالِ

وتــرانـي كـــذاك إن كَــلَّ صـحـبي
فــي اعـتـمالٍ لـهُـم بـغَـيرِ اعـتـلالِ

ثُــمَّ ثــاروا مــا بـيـنَ مُـلـتاثِ ثَـوبَـيهِ
وجــــاثٍ ومــاثِــلٍ فــــي اعــتِــدالِ

فـاسـتَقَلّوا قــد صَـبَّـحَ الـقـومَ يــومٌ
أعــورُ الـشـمسِ مـا بـه مـن خـلالِ

فَـتَـمـاروا أيـــنَ الـنـجـاءُ إلــى أيــنَ
ولَــجَّــت قـلـوبُـهُـم فـــي اجــئـلالِ

قُــلــتُ لا تـجـزَعـوا فــإنّـي زَعــيـمٌ
بــــورودِ الــــروي الـمـعـينِ الـــزُلالِ

ثـم شَـدّوا عـلى الـمعارِفِ مـن لَفحِ
الــســمــومِ الـــبـــرودَ بـــالأذيـــالِ

فَـتَـمَـطّـت بــهِـم جـراجـيـجُ عُــتـقٌ
خُـــنُــفٌ مـــثــلُ أمّــهــاتِ الــرئــالِ

وهَــدَت بــي الـرحالَ عَـنسٌ زفـوفٌ
سـهـوَةُ الـمـشيِ لاقِـحٌ عـن حـيالِ

عَـنـتَـريسٌ مـهـيُ الـزمـامِ سـلـوفٌ
نـاجِـلاهـا مـــن الـهـجـانِ الـغَـوالي

فــكـأنّـي عــلــى هــجَــفٍّ مِــــزَفٍّ
نــافِـرٍ جـــدَّ رائــحـاً فـــي انـجِـفـالِ

ثُـــــمَّ أورَدتُــهُــم سُــحَـيـراً قـلـيـبـاً
مُــطـلِـبـاً مـعـيِـيـاً عــلــى الــــدُلّالِ

فـارتووا مـا ا بـتَغوا فـمَن كـان منهُم
كــاسِـفَ الــبـالِ عـــادَ نــاعـمَ بــالِ

فــتَــمـاروا بــعــدَ الــحِــذا فــمُــرِنٌّ
يـتَـغَـنّـى وشــامِـخٌ فـــي اخـتـيـالِ

ومُــكِــبٌّ عــلــى ســريـحِ قــلـوصٍ
ومـــــداوٍ لـظَـلـعِـها مــــن خُــمــالِ

أو نُــدوبٍ دمـيـنَ مِــن عَــضِّ رحــلٍ
عُـــقـــرٍ بــالــسـنـامِ أو بــالـمـحـالِ

فــقَــفَـلـنـا وكُـــلُّــهُــم أنـــــــا رَأفٌ
بـشـمـالي لِــمـا بـــهِ مـــن خــلالِ

وَأرى الـدهرَ لـيسَ يَـبقى عـلى حا
لٍ فـــلا تـجـزَعَنَّ مــن ســوءِ حــالِ

ولا تــفــرَحَــنَّ إن كـــنـــتَ يـــومــاً
فــــي ســــرورِ ونِـعـمَـةٍ واحـتِـفـالِ

كَـــم حـظـيظٍ بـالأمـسِ كــان مُـقَـلّاً
ومُــقِــلٍّ مــــن بــعــدِ ثـــروَةِ مـــالِ

=============================

 

تطــــــاوَلَ لـــيـــلُ الـــنـــازحِ الــمُـتَـهَـيِّـجِ
أمـــــا لــضــيـاءِ الــصـبـحِ مــــن مُـتَـبَـلَّـجِ


ولا لـــظَــلامِ الــلــيـلِ مـــــن مُــتَــزحـزَحٍ
ولــيـسَ لـنـجـمٍ مـــن ذهــابٍ ولا مـجـى

فَـــيــا مـــــن لــلَــيـلٍ لا يــــزولُ كــأنّـمـا
تُـــشَــدُّ هــواديــهِ إلــــيَ هـضـبَـتـي إج

كــــأنَّ بــــه الــجــوزاءَ والــنـجـمَ رَبــــرَبٌ
فــراقِــدهــا فــــــي عُــنّــةٍلــم تُـــفَـــرّجِ

وتــحـسـبُ صــبـيـانَ الـمـجـرَّةِ وسـطـهـا
تـــنــاويــرَ أزهــــــارٍ نــبــتــنَ بــهَــجـهَـج

كـــــأنّ نـــجــومَ الـشـعـريَـيَـنِ بـمَـلـكِـها
هـجـائـنُ عــقـرى فـــي مـلاحـبِ مـنـهجِ

فــبــاتَ يُــمـانـي الــهــمَّ لــيـلـى كــأنَّـهُ
بــبَـرحِ مــقـامِ الــهـمِّ أضـلُـعـي شَــجـي

فــلَـو كــان يـفـنى الـهـمُّ أفـنـى مـطـالُهُ
هـمـومي ولـكـن لــجَّ فــي غـيـرِ مـلـجَجِ

إذا مــا انـتـحاها مـنـهُ قـطـعٌ سـمـت لــهُ
أفــانـيـنُ هــــمٍّ مُــزعــجٍ بــعــدَ مُــزعــجِ

أعِــنّـي عـــلَ الــهـمِّ الـلـجـوجِ الـمُـهَـيِّج
وطــيـفِ ســـرى فــي غـيـهَبِيٍّ مُـدجـددِ

سَــرى يـخـبِطُ الـظلماءَ مـن بـطنِ تـيرسٍ
إلـــــيَّ لـــــدى ابــريـبـيـرَ لــــم يــتـعَـرَّجِ

فـــلَــم أرَ مــثــلَ الــهــمِّ هَــمّــاً ولا أرى
كـلَـيـلةِ مَــسـرى الـطـيـفِ مـدلـجَ مُـدلـجِ

وذُكــــــرةِ أظـــعــانٍ تــربَّــعـنَ بــالــلـوى
لــوى الـمـوجِ فـالخَبتَينِ مـن نـعفِ دوكـجِ

إلـــى الـبِـئـرِ فـالـحـواءِ فـالـفُجّ فـالـصوى
صــوى تـشـلَ فـلأجوادِ فـالسَفحِ مـن إج

تَـــحُـــلُّ بــأكــنــافِ الـــزفــالِ فــتــيـرسٍ
إلــــــى زيـــــزَ فــالأرويـتـيـنِ فـــالاعــوجِ

إلـــيَ أبـلـقـي ونــكـارَ فـالـكَـربِ تـرتـعي
بـــه حـيـثُ شــاءَت مــن حـزيـزٍ وحُـنـدُجِ

تــرَبّـعُـهـا حـــتّــى إذا مـــــا تـنَـجـنَـجَـت
جــوازِئُــهـا تــعــدو إلــــيَ كــــلِّ تــولَــجِ

وصَـرَّت عـلى الـظُهرانِ مـن وهَجِ الحَصى
جَــنــادِبُـهـا فــــــي لافــــــحٍ مُــتَــوَهِّــجِ

وَغَــــــرَّدَ مُـــكّــاءُ الأخِـــــرَّةِ بــالـضُـحـى
تـــغَــرُّدَ مـــنــزوفِ الـــشــروبِ الــمــزرَّجِ

بــيَـومٍ مـــن الـجـوزاءِ تَـشـوي سـمـومهُ
جـــلــودَ جـــوانــي الـــربــرَبِ الـمُـتَـوَلّـج

ولَــفَّـت نــصِـيَّ الـفـيـفِ هــيـفٌ تـسـوقهُ
ونَـــشَّــت تــنـاهـي غـيـثِـهـا الـمُـتَـبَـعّجِ

وَزَفَّــت إلــيَ الأعــدادِ مــن كــلِّ وجـهـةٍ
أعـاريـبُـهـا مــــن كــــلِّ صــــرمٍ مـنـجـنَجِ

ونــادى مـنـادي الـحـيِ مُـسـياً وقـوّضـوا
نـضـائـدَهُـم يــــا هـــاديَ الــحـيّ أدلـــجِ

وقُـــرِّبَــتِ الأجــمــالُ حــتّــى إذا بــــدَت
نــجـومُ الـثُـرَيّا فــي الـدُجـى كـالـسمَرَّجِ

تـكَـنَّـسنَ أحــداجـاً عــلـى كـــلِّ نــاعـجٍ
عـــبـــنّ بـــأنــواعِ الــتـهـاويـلِ مـــحــدَجِ

مــنَ الـقـمعِ أو مــن نـحـرِ نـكجيرَ يـمَّمَت
مـعـاطـنَ جــلـوى لا تــريـعُ لـمَـن وجــي

جـواعِـلَ ذاتِ الـرمـثِ فـالـوادِ ذي الـصـفا
يــمـيـنـاً وعـــــن أيــسـارِهـا أمَّ هــــودَجِ

وتَــــزورُّ عــــن ذي الـمـرّصـيـطِ فــورَّكَــت
لــمُــسـيِ ثــــلاثٍ جُــبَّــهُ لــــم تُــعَــرِّجِ

فـصَـبَّحنَ جـلـوى طـامِـيَ الـجـمِّ وارتَــووا
ولـــم يـنـزِلوا عــن هــودَجٍ خــدرَ هــودَجِ

وقــالــوا الـرحـيـلُ غُـــدوَةً ثـــمَّ صـمّـمـوا
عــلــى مـــدرجٍ عـــودٍ لــهُـم أيِّ مـــدرَجِ

أو احـتـمَلَت مـن صُـلبِ لـحريشَ تـنتحي
رُعــيــويَّــةَ الأمــــــلاحِ لــــــم تـتـلَـجـلَـجِ

أو الـسُـهبِ سـهـبِ الـتـوأمَينِ فـغَـلَّسَت
بــواكِــرُهــا والــصــبــحُ لــــــم يــتــبَـلَّـجِ

ومــــرَّت عــلــى قــلـبِ الـظـلـيمِ كـأنَّـهـا
خــنـاطـيـلُ زَوزَت مـــــن نــعــامٍ مــهـيَّـجِ

وأمــسـى عــلـى كــرِّ الـمُـزَيريفِ مـنـهُمُ
لــكــاكٌ كــضـوضـاءِ الـحـجـيجِ الـمُـعَـجعجِ

ومــنــهُـم بـــأوشــالِ الـــثــدِيِّ مـــنــازِلٌ
وحـــيٌّ عــلـى أوشــالِ هـضـبِ الأُفـيـرجِ

مــنــازِلُ قـــد كـــان الــسـرورُ مـحـالـفي
بـهـا هــيَ عـنـدي بـيـنَ سـلمى ومَـنعجِ

ألا لــيـتَ شــعـري هـــل إلـيـهِنَّ عــودةٌ
وهـــل أنـــا مــن غَــمِّ الـتـنائي بـمُـخرجِ

وهَـــل لــيَ فــي أودائِـهـا مــن مُـعَـرَّسٍ
وهـــل لـــيَ فـــي أطـلالِـها مــن مُـعَـرَّجِ

فــإِمّـا تـريـنـي خــمَّـرَ الـشـيـبُ لـمَّـتـي
وأصـبَـحـتُ نــضـواً عَـــن شــبـابٍ مُـبَـهَّجِ

فــيــا رُبَّ يــــومٍ قــــد رَصــــدتُ ظـعـائـناً
بــأبـطـحَ بــــرثٍ بــيــنَ قــــوزٍ وحــشــرَجِ

ظَــعـائـنُ بــيــضٌ قــــد غــنـيـنَ بــنَـضـرةٍ
تـــروقُ عــلـى غَـــضِّ الـنـضـيرِ الـمُـبَـهَّجِ

ظــعـائـنُ يـنـمـيـها إلــــى فَــــرَعِ الــعُـلا
لِــعــامـرِ يــعــلـى كـــــلُّ أزهــــرَ أبــلــجِ

عـلَـيـهـا ســمــوطٌ مـــن مَــحـالٍ مُــلَـوَّبٍ
مـــــن الــتـبـرِ أو مــــن لــؤلــؤٍ وزَبَــــردَجِ

يُــفَــصَّـلُ بــالـمـرجـانِ والــشَــذرِ بــيـنَـهُ
وقَـــد غَـــصَّ مـنـهـا كــلُّ حـجـلٍ ودُمـلُـجِ

ظَـعـائـنُ لـــم تـألَـف عـصـيداً ولــم تَـبِـت
ســواهــرَ لــيــلِ الــجـرجِـسِ الـمُـتَـهَـزِّجِ

ولــكــن غِــذاهــا رِســــلُ عــــوذٍ بــهـازِر
مُـــوَرَّثَــةٍ مــــن كــــلِّ كــومــاءَ ضــمـعَـجِ

مُــــعَـــوَّدَةٍ عـــقـــراً وبــــــذلاً كــرامُــهــا
لــضَـيـفٍ وعــــافٍ مــــن مُــقِــلٍّ ومُـلـفـجِ

مـراتِـعُـهـا مــرعــى الــمَـهـى ورِبــاعُـهـا
تُــلاعِــبُ مــــن أذراعِــهــا كــــلَّ بــخـزَجِ

ويُــحـدِجـنَ مــمّــا قــــد نـجَـلـنَ نـجـائِـباً
نـــواعــجَ أُدمـــــاً مــــن نــجـائِـبَ نُــعَّــج

ويـحـلُـلـنَ مــنـهـا كــــلَّ مـيـثـاءَ سـهـلَـةٍ
وأجــــــرَع ســـهـــلٍ بــالــحـيـا مــتَــبَـرِّجِ

فــمـا أنـــسَ لا أنـــسَ الــحـدوجَ روائـحـاً
مـــــن أوديَـــــةِ الــبـطـحـاءِ فـالـمُـتَـمَـوِّج

عــوامِـدَ لـلـسـطلَينِ أو هــضـبِ مــادسٍ
نــواكِــبَ عــــن وادي الـخـلـيـجِ فـعَـفـلَجِ

يـعـالـيـنَ مــــن عــقــلٍ ورَقــــمٍ مُـنَـمَّـقٍ
ويُــســدِلـنَ حـــــرَّ الأُرجَــــوانِ الــمُـبَـرَّجِ

قَــطــيـنـاً قــطـيـنـاً فـــــوقَ أُدمٍ كــأنّــهـا
هــــــوادي صِـــــوارٍ بــالــدمـاءِ مُـــضَــرَّجِ

دَلَــــحـــنَ بـــأبــكــارٍ وعــــــونٍ كــأنّــهــا
عــقـائـلُ عــيــنٌ مــــن مـطـافـلِ تــجـرَجِ

كـــأنَّــهــمُ إذ ضــحــضــحَ الآلُ دونَـــهُـــم
خـــلايـــا ســفــيــنٍ مــثــقـلٍ مــتـعـمِّـجِ

صـــــوادرَ مــــن مــيـنـاء جــــورَ تـحُـثُّـهـا
نــواتــيُّــهـا فـــــــي زاخِــــــرٍ مُــتَــمَــوِّجِ

أوِ الـعُـمُّ مــن نـخـلِ ابــنِ بــوصٍ تـمايَلَت
شـمـاريـخُـهـا مـــــن مُــرطِــبٍ ومُــنَـضِّـجِ

مـجـانـيـنُ رقـــلٍ مـــن كــنـاوالَ نــاوَحَـت
فــــــروعَ الــثُــرَيّــا لا تـــنـــالُ بــمَــعــرجِ

لــهــا شَــرَبــاتٌ قـــد نَـصَـفـنَ جُـذوعَـهـا
رواءُ الأعــالــي حـمـلُـهـا غــيــرُ مــخـدَجِ

وَفـــي الـظُـغـنِ مـجـوالُ الـوِشـاحِ كـأنَّـها
صــبــيـرُ حـــيّــا فـــــي بــــارِقٍ مُــتَـبَـوِّجِ

تـــراءَت وقـــد جَـــدَّ الـرحـيـلُ بـمُـشـرقٍ
هِــــجـــانٍ ووضّـــــــاحٍ أغَــــــرَّ مُــفَــلَّــجِ

فدَبَّت حُمَيّا الشوقِ في النفسِ واصطَلَت
تــبــاريــحُ إلّا تـــــودِ بــالـنَـفـسِ تــلــعَـجِ

عَــشِــيَّـةَ لا أســطـيـعُ صــبــراً ولا بُــكــاً
فـأشـفى غـليلي والـبُكا مَـفزَعُ الـشجي

وَقَــد أعـسِفُ الـخرقَ الـمهيبَ اعـتسافهُ
بــخـرقـاءَ مـــن ســـرِّ الـهـجـانِ عـفَـنـججِ

مــبـيـنَـةِ عـــتــقِ الــحُـرّتَـيـنِ وخَـطـمُـهـا
يُــبـاري الـسـنـانَ غــيـرَ أن لـــم يُــزَجّـجِ

عـجَـمـجَـمَـةٍ روعــــاءَ زيّــافــةِ الــسُــرى
أمــــــونٍ كـــبُـــرجِ الأنـــــدَرِيِّ الـــمُــرَزَّجِ

إذا زُعــتَـهـا بــعــدَ الــكــلالِ تَـغَـشـمَـرَت
وحَــطَّــت حــطـاطَ الـجـنـدَلِ الـمُـتَـدحرجِ

كــأنّــي إذا أخـلَـيـتُها الــخـرقَ وارنَــمَـت
يــداهــا بِــرَضـواضِ الـحـصـى الـمُـتَـأَجِّجِ

عــلـى لُــؤلُـؤانِ الــلـونِ سَـفـعـاءَ لاعَـهـا
تــشَــمُّـمُ أشـــــلاءٍ بــمَــصـرَعِ بَـــحــزَجِ

مــن الـخُـنسِ قــد بـاتَـت وأضـحَـت تَـعُلُّه
بـعـمـياءَ لا تـخـشـى بــهـا مـــن مـهـيّـجِ

فــلَـمّـا رمَــتـهُ فـــي الـمـفـاصلِ نـعـسَـةٌ
إلــى بـطـنِ حـقـفٍ فــي الـصريمَةِ أوعَـجِ

تــراخَـت بـهـا عـنـهُ الـمـراعي فـأحـدَقَت
بـــه بُـــؤّسٌ مـــا إن لــهـا مــن مـهَـجهِجِ

بــنـو قــفـرَةٍ طُـلـسُ الـمُـلا مــن عـصـابَةٍ
إذا أقــدَمَـت فـــي غـــرَّةٍ لـــم تُـحَـجحِجُ

شـــرابُــهُــمُ دَمُّ الــعَــبــيـطِ وزادهُـــــــم
فــريــسٌ طَــريــدٌ لــحـمُـهُ غــيـرُ مُـنـضـجِ

فَــراحَـت لـعَـهـدٍ كـــان مـنـهُ فَـلَـم تَـجِـد
ســـوى جَــلَـدٍ أو عــظـمِ رأسٍ مُـشَـجَّـجِ

فــجــالَـت قــلـيـلاً وانــثَـنَـت تَـسـتَـخـيرهُ
ولــم تــدرِ أن مَّــن يَـعـلَقِ الـحـتفُ يُـخلَجِ

فــطـافَـت بــــهِ ســبـتـاً تُــرَجّــي إيــابَــهُ
وأنّـــى لـهـا هـيـهاتَ مــا هــيَ تـرتَـجي

فــلَــمّـا ذَوَت قِـــــردانُ ضَــرَّتِـهـا طــــوَت
عـلـى عَـلَـهٍ يَـأسـاً مُـبـيناً لـمَـن شـجـي

فــبــاتَـت عــلــى فَــــردٍ أحــــمّ كــأنَّـهـا
تـــلالـــؤُ مــقــبــاسٍ يُـــشَــبُّ لــمُــدلـجِ

تُـقَـطِّـعُ مـــن عَـــزفِ الــفـلا جِـــرراً لــهـا
حِــــذاراً فـمَـهـما يــعـزِفِ الـــدَوُّ تَـمـجُـجِ

تَــغَــصُّ بــهــا مـــن إن تــكـادُ تُـسـيـغُها
فـتُـلـقـي لُــفـاظـاً مــــن لُــعـاعٍ ورِجـــرجِ

فـلَمّا سـرا عـنها الـدُجى الـصبحُ آنـسَت
بــهِ جــرسَ ذي طـمـرَينِ بـالـصَيدِ مُـلـهجِ

أخـــي سـبـعـةٍ أو تـسـعَـةٍ قـــد أعـدَّهـا
لأمـثـالِـهـا مــــن كــــلِّ شَــهــمٍ مُــحَـرَّجِ

يَــــحُـــثُّ ضــــــراءً كــالِــحــاتٍ كــأنَّــهــا
قِـــــداحُ مــفــيـضٍ بـالـمَـغـالـيقِ مُــفـلِـجِ

مــصــاريـعَ وحـــــشٍ ضــاريــاتٍ تــعــوَّدَت
مُــغـارَ الـصـباحِ مــن ضِــراءِ ابــن الأعــوجِ

فَـمـا نَــرَّ قـرنُ الـشمسِ حـتّى غـشينَها
وجَــــــدَّت نـــجـــاءٌ غـــيــرَ نُـــكــدٍ ولاوَجِ

فــألــقَــت مـــعــاً أرواقَـــهــا وتَــمَــطَّـرَت
عــلــى إثــرِهــا مـسـتـضـرِماتٍ بِــعَـرفَـجِ

فــأقـصَـرنَ عــنـهـا بــعــدَ شَـــأوٍ مُــغَـرِبٍ
ومــــرَّت كـمِـصـباحِ الـسـمـاءِ الـمُـدَحـرَجِ

تـسـاقَـطـنَ حــســرى بــيـنَ وانٍ مــغَـوِّرٍ
وكـــــابٍ بــمَـكـنـونِ الــحــشـا مُــتَـضـرِّجِ

كــأنّــي إذا مـــا شَــبَّـتِ الـمُـعـزُ نــورَهـا
عــلـى تــلـكَ أو هــيـقٍ هــجَـفٍّ هَــزَلَّـجِ

أزَجَّ مــــن الــزُغــرِ الـظـنـابـيبِ مُــعــرسٍ
بــخَــرجـاءَ هـــوجــاءِ الــبُــرايَـةِ عــوهَــجِ

يـــعــودانِ زُعـــــراً بـالـخَـمـيـلَةِ دَردَقـــــاً
ومَــرصــوصَ بــيــضٍ حـولَـهـا لـــم يُـنـتَّـجِ

يـــظَــلّانِ فـــــي آءٍ وشَــــريٍ طـبـاهُـمـا
بـــأقــرحَ مـــــن أري الـــرواعــدِ أدعــــجِ

تُــزايُــلُــهُ طــــــوراً وتَــــــأوي فــأمـسَـيـا
بــمُــنــتَـزَحٍ والـــشــمــسُ بــالــمُـتَـعَـرَّجِ

فَـهـاجَـهُـهـا جُـــنــحَ الـــظــلامِ ادِّكـــــارهُ
فَــزَفّـا لـــهُ فـــي أنـــفِ نـكـبـاءَ سَـيـهَـجِ

وقَـــد أصــحَـبُ الـقـومَ الـكـريمَ نـجـارُهُم
وخــيـمُـهُـمُ مـــــن كـــــلِّ أروَعَ مِــعــنَـجِ

يــحـوطُ الـمَـداعـي والـمـسـاعي مُـــرَزّإٍ
تَــقِــيٍّ نَــقِــيِّ الــعــرضِ غــيــرِ مُــزَلَّــجِ

عَــلَـيـهِ قــبــولٌ يــغـمُـرُ الــحـيَّ سـيـبـهُ
إذا لــم يـكن فـي الـحيِّ مـلجا لـمُلتجي

كــــرامٌ صَــفَــت أخــلاقُـهُـم وتـمَـحَّـضَـت
ولـيـسَ الـصـريحُ الـمـحضُ مـثـل الـمُمُزَّجِ

أُلائِــــكَ أخــداتــي فـأصـبـحـتُ بـعـدَهُـم
أُســايـرُ خـلـفـاً نـهـجُـهُم غــيـرُ مـنـهجي

يـــرونَ جـمـيـلاً مـــا أتــوا مــن قَـبـيحِهِم
فَــــيـــا لـــلإلـــهِ لــلــسّـفـاهِ الـــمُـــرَوَّجِ

 

nn

القائمة

من أدب ابن الطلبة الحساني المزيد

من غزل ابن الطلبة  المزيد

محمد بن الطلبة المولد والنشأة  المزيد

المعجم الشنقيطي العربي المزيد

شعر محمد بن الطلبة المزيد

محمد بن الطلبة المولد والنشأة  المزيد

التعاون المغاربي يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع مؤسسات المغرب العربي بما في ذلك الموروث الثقافي البربري العربي 

المعجم الشنقيطي العربي المزيد

التعاون العربي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات العربية المحلية والدولية   المزيد

التعاون الإفريقي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات الإفريقية النشطة في المجال  المزيد

التعاون الدولي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع الهيئات الدولية المزيد

التعاون المغاربي يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع مؤسسات المغرب العربي بما في ذلك الموروث الثقافي البربري العربي 

مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث  مركز محمد بن المزيد

التعاون العربي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات العربية المحلية والدولية   المزيد

مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث  مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث مركز محمد بن المزيد

التعاون الإفريقي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات الإفريقية النشطة في المجال  المزيد

التعاون الدولي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع الهيئات الدولية المزيد

 
top Back to top