ISET

مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث : مجال اهتمامات المركز ومشاغله البحثية يتجاوز الأشخاص والجهات، مركزا على شتى ألوان الثقافة العربية الإنسانية التي أنتجتها هذه البلاد وما جاورها؛ دون أن نغفل الثقافة الإنسانية العربية والعالمية منها عموما
 اتصل بنا من نحن بحوث مرويات النشاطات الرئيسة

بقلم محمد ماء العينين :  

مدرس باحث . المفتشية العامة للتعليم الثانوي

 

الشعر الشنقيطي القديم : نشأته وبعض معالمه :

 

الشعر الشنقيطي قضية تثير قضايا وأسئلة أرقت جمعا من البحثين وأراقت حبرا ليس باليسير: كيف ومتر وأين ومع من يشأ هذا الشعر؟ وهل يمكن اعتباره شعرا أصلا متميزا نمت أفنانه في الفضاء الشنقيطي، وامتدت جذوره تخترق الزمن العربي وبعض فضاءاته الأخرى؟ وهل كان من الحيف وصمه بأنه محض اجترار لموضوعات لاكها شعراء القرون الخوالي، وقراءات مبتسرة لبعض ما تناوله شعراء المدرسة البدوية في جزيرة العرب أيام ازدهار الشعر الفصيح فيها؟ ألا يمكن اعتباره، بمعنى ما، الحلقة المفقودة في تاريخ الشعر العربي؟ أسئلة نطرحها دون أن نطمح إلى الإجابة عنها، ربما تصدى لتلك المهمة الصعبة غيرنا من دوي الكفاءات الفذة في هذا المجال، وسنسعى إلى تناول بعض هذه القضايا في ما يلي إن شاء الله:

إن المصادر التي يمكن أن يتلمس فيها شيء عن نشأة الشعر العربي الفصيح في بلاد شنقيط قليلة جدا، تكاد لا تتجاوز ما دون البرتلي في فتح الشكور[1] أو بعض الحكايات المتناقلة شفويا ولا سند لها يطمئن إليه البحث الذي ينبغي أن يتحرى الصحة والدقة، فكل كلمة في هذا الموضوع تبقي رهينة إسار محدودية المصادر وتجافي ما وجد عن الاهتمام بالشعر لذات الشعر، وإنما كل إلماح إليه يرد وصفا ثانويا من باب استقصاء خبر  شخصية علمية مترجمة، ثم إن هذه الإلماحات تطلق كلمة"شعر" على كل كلام صيغ في قالب خليلي ولو كان أرجوزة تعليمية دون النظر إلى غرض ولا إلى قيمة فنية مميزة

فالمتصدي لهذا الموضوع لابد أن يجمل ويقتضب ويكرر، أو يعول على الافتراض والظن"وإن الظن لا يغني من الحق شيئا".

ونحن في هذا المقام سيتناول ما أتيح لنا الاطلاع عليه مستنطقين ومستنتجين إحصاء وتاريخا مستعينين بما اطلعنا عليه من أعمال الباحثين المهتمين بالموضوع .

 

  نشأة الشعر الموريتاني: الزمان والمكان والمميزات

إن الشعر العربي ولد وشب وترعرع في جزيرة العرب، وقد وفد مع الفاتحين إلى حيث وصل الفتح الإسلامي، ثم اطردت وفادته مع الحجاج وطلبة العلم منتقلا معهم يسير إلى حيث ساروا، وينزل إلى حيث نزلوا، ويعطي لكل ذي موهبة فنية ما شاء من فرص الظهور والنبوغ والخلود، ولذلك فإن البحث أو الحديث في طور النشأة عن محاولات أولى غير مكتملة –قس نظرنا- لا يصادف محل ورود، فالشعر جاء هنا مكتمل الملامح والعمود، احتفى به من احتفى، وجفاه من جفا، ومن تثقف بثقافته، وراودت نفسه صناعته وجد الطريق معبدا، وسار فيه أو عجز.

وفي الحديث عن النشأة لا نرى التوقف عند الشاعر الوافد كالحضرمي مثلا، لأنه قرض الشعر خارج هذه الربوع، وجاء شاعرا مجيد مكتمل الشخصية.

فلعل أول شعر ينسب إلى أبناء شنقيط هو قصيدة محمد قلي الدالية التي يقول فيها:

                                                             { بسيط}

الحمد لله ما دام الوجود له

حمدا يبلغنا منه الرضا أبدا

يا رب هيئ لنا من أمرنا رشدا

وانشر علينا من الستر الجميل ردا

وافتح لنا منك فتح غير منقطع

واجعل لنا فرجا وابعث لنا مددا

ولا تكلنا إلى تدبير أنفسنا

فالنفس تعجز عن إصلاح ما فسدا

وقد مدت يدي بالذل مشتكيا

إليك يا خير من مدت إليه يدا

فلا تردنها يا رب خائبة 

فبحر جودك يروي كل من وردا

أنت الكريم الذي نعماه فائضة

على المقر به  ربا ومن جحدا

أنت الرحيم الذي رحماه شاملة

كل الورى من غوي منهم ومن رشدا

 

أنا المسيء أنا عاصي العصاة إذا

ومن له سيئات فاقت العددا

وسيلتي خير من ترجى شفاعته

محمد خير محمود لمن حمدا

والأنبيا كلهم و الآل أجمعهم

وصحبه ومن اهتدى بهم وهدى

يا من خزائنه ليست بنافدة 

يا من مواهبه لا تنقضي أبدا

إنا سأناك يا من لم يزل صمدا

ولم يكن والدا ولم يكن ولدا

أجب دعانا وعاملنا بمغفرة

لم تبق عيبا ولا ذنبا ولا كمدا

وامنن برزق حلال واسع عجل

من حيث لم نحتسب يأتي لنا رغدا

مبارك وسبيل الخير مصرفه

يكون ذخرا لنا عند الحساب غدا

 

 

وكن لنا ناصر يا من بعزته

نرجو الفلاح على من ضرنا أبدا[2]

 

علما بأن محمد قلي كان في القرن 7هـ اعتمادا على تأسيس مدينة شنقيط وأنه من مؤسسيها .

غير أن النص – حسب اطلاعنا – وتر لا شفع له ينسب لصاحبه، ونحن – وإن لم نشك في صحة النسبة – لا نجد أنه من الإنصاف التنظير لبداية الشعر والشعراء في بلاد شيقيط انطلاقا من تاريخه، ذلك لأن أي مثقف مطلع على الشعر يمكنه أن ينشئ البيتين أو الأبيات ولا يكون شاعرا، ولا يوجد ببيته أو أبياته شعر.

وعلى العموم فمن القرن العاشر وما بعده نجد ذكر الشعر في تراجم العلماء طاغيا، كما نجد بعض الأبيات في الروايات الشفوية ينسب لأشخاص معينين.

فابن بنان البرتلي – وهو أقدم مصدر اطلعنا عليه – في كتابه "فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور" في تراجمه التي كتب، قد يصف العالم بأن له قصيدة في موضوع كذا، أوله يظم في موضوع كذا أيضا، ويأتي بما تسنى له من الأثر قصيدة كان أو نظما.

و قد كان هذه الآثار التي وصلت إلينا عن طريقه ممثلة أولية وجود الشعر في البلاد، فهي بداية البداية، وإن كان غرضها وحيد، وشعريتها محدودة.

يقول في ترجمة العالم عبد الله بن سيدي أحمد الولاتي المتوفى سية 1037هـ أو 1038هـ إن له قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم مطلعها

خير حمدي للإله

هو باق لن يزالا[3]

 

ثم قال في ترجمة من أسماه بالشريف الشاب الذي كان حيا سنة: 1045هـ إن له نظما في الوعظ، منه:

                                                                  {مشطور الرجز}

واخدم ولا تفتر جميع الاوليا

هم على منهاج خير الانبيا

فرب كلب لذوي التفضيل

ذكره الرحمن في التنزيل

فكيف لو يخدمهم إنسان

من وصفه الإسلام و الإيمان

 

ووردت في "الشعر في ولاتة في القرن 14هـ" قصيدة لعمر الولي المحجوبي المعاصر للشريف الشاب الذي كان حيا سنة 1045هـ، يقول فيها:

تفكر عقلي في شبابي الذي مضى

وكثرة أوزاري وما فات من عمري

فأسكبت دمعي تسيل على خدي

على كثرة التفريط في الزاد للسفر

كأني به قد جاء فجأ و بغتة

وروحي بالأغلال تجذب من صدري

فعريت للغسال يغسل جثتي

كأني ما قد عشت يوما من الدهر

وألقيت فوق النعش كيما يقودني

إلى بقعة ظلماء مظلمة القعر

وأدخلت بيتا مظلما مع غربتي

وأسكنت تحت اللحد والترب و الحجر

فيا رب فارزقني حياة نقية

وهون علي الموت مع وحشة القبر[4]

 

ويروى أن أحمد بن يعقوب بن المختار اليعقوبي قال بيتي غزل[5] ’ وتزعم الرواية المتداولة أنه قالهما أثناء حرب "شرببه"، {أي بين سنتي 1055و 1085هـ .على الأرجح} وأن الإمام ناصر الدين عزره، لأنه تغزل بامرأة معينة، وأن المرأة من قبيلة إدوالحاج {وفي صدر البيت الأول إشارة إلى انتمائها للأنصار} وبيتا أحمد هما:

 

                                                                                        {الخفيف}

رب حوراء من بني سعد الأوس

حبها قائم بذات النفوس

جعلت بيننا وبين الغواني

والكرى والجفون حرب البسوس

 

و تروى أبيات في التوسل لمريم بنت أحمد بزيد اليعقوبية  والدة صاحب البيتين السابقين، قالتهما بعد نهاية "شرببه" ومنها:

                                                                     {طويل}

علينا من الرحمن سور مدور

وسور من الجبار لا يتسور

وسور من السبع المثاني ورائنا

ويا حي يا قيوم والله أكبر

 

 

كما أورد ابن بنان البرتلي بيتين للحاج عبد الله بن محمد الحسني مخاطبا بهما المختار بن بلعمش العلوي المتوفى سنة:1103هـ وهما:

                                                               {طويل}

أسيدنا إن أعاق عما أريده

وأنويه من تجديد عهدك عائق

وحالت صروف الدهر دون مودتي

فإن اعتقادي في المحبة صادق

 

وأجابه ابن بلعمش:

                                                                      {طويل}

بنا ضعف ما تشكو من الحب دائما

وإن حال عن وصل صروف طوارق

عسى طول هذا البعد يعقب راحة

من الوصل أو تنفى لدينا عوائق[6]

 

وقد أورد عبد الله ولد بنحميده في أطروحته: الشعر العربي الفصيح في بلاد شنقيط لأهل هذه الفترات شعرا يضيق المقام عن تقصيه [7]

وبالنظر في جهات أصحاب هذه الآثار، فإننا نجد بعض متقدميهم منتسبا إلى ولاته، وبعض متأخريهم منتسبا إلى القبلة، فكان الشعر ظهر أول ما ظهر في البلاد في الشمال الشرقي في القرن10هـ، ثم انتقل إلى الجنوب الغربي في القرن 11هـ.

وإذا نظرنا في هذه النصوص نجد أنها تتميز بأن منشئيها علماء في الأغلب، وأنها دينية في الأغلب، وأنها قليلة، وأن أصحابها ما مارسوا الشعر إلا بقلة قليلة، وأن أكثر ما نظموا في بحر الطويل و البسيط.

انعتاق الشعر من أسر المشايخ:

ظل الشعر في هذه الفترة الأولى من تاريخ وجوده في البلاد رهين حضرات المشايخ لا يتعداهم، ولذالك كان منسجما مع خطابهم معبرا عن توجهاتهم وتوجيهاتهم، إلى أن اتسعت الحسانية[8] واطرد ذلك التوسع حتى شمل المجتمع برسوخ سلطة بني حسان، وكان كان معزز بإشعاع ثقافي تنامى أفقيا وعموديا حتى كلل البلاد باستيعاب الثقافة العربية الإسلامية بجميع فنونها وجميع مستوياتها في عصورها السابقة.

فأصبح المجتمع عربيا فيه ما في المجتمع العربي من قيم ومثل وعادات وتقاليد، وليس الشعر بالمتأخر في ذلك الاعتبار، فهو ديوان العرب، وإن منه لحكمة وإن منه لسحرا[9] ومنه تتعلم مكارم الأخلاق، والشاعر هو الناطق الرسمي باسم قبيلته أيام التفاخر والتنافر والدفاع.

وإذا نبغ شاعر في قبيلة احتفلت به وهنئت وحسب لها حسابها في أسواق الشعر وبلاطات الملوك وأندية الأمراء، ولذالك احتل الشعر مكانة في هذا المجتمع العربي، وفرض نفسه ظاهرة مسيطرة في الأوساط المتعلمة ذات مكانة عليا تقدم وتؤخر بل هو من أمارات الفتوة، له أنديته ورواته والمشغوفون بتداوله. فكثر الشعر والشعراء وتفننوا في الأساليب ولأغراض فكانت الدواوين.

يقول محمد المختار بن اباه: إنه في آخر القرن 11هـ"دوت فجأة أصوات المصاقع بأشعار امتازت بجزالة اللفظ وإحكام التركيب [10]

فعرف الشعراء من أمثال عبد الله بن رازكة والشيخ محمد اليدالي والذئب الكبير وبوفمين والشاعر ألما العربي وبن المحمود الحسني،إلخ....

ومع هؤلاء ومعاصريهم تبدأ مسيرة الشعر، في بلاد شنقيط إلا أن أبناء هذه الفترة منهم من احتفظ لنا التاريخ له بما يمكن أن يسمى ديوانا، ومنهم من لم يصلنا له إلا المقطوعات أو النتف ولأبيات وما إلى ذلك.

وبتقدم التاريخ تتواصل مسيرة الشعر، ويطرد حفظ التاريخ له، وتتشكل معالم المدرسة الشعرية الشنقيطية واضحة، فما هي تلك المعالم؟

في مستهل الحديث عن المدرسة الشنقيطية في الشعر نورد كلمة لعباس الجراري تكاد تكون مخلصة لتلك المعالم، يقول "تميزت مدرسة البعث بأن شعراءها وجدوا في الشعر الجاهلي والأموي ما يوافق طبيعتهم، فانطلقوا يبدعون شعرا نحس فيه جمالا نفسيا يتلاءم والمجال المتسع عندهم في الزمان والمكان"[11]

ففي هذه المقولة : أولا أنه توجد مدرسة شعرية متميزة هنا، وفيها ثانيا: أن البعث في الشعر العربي بدأ من هنا، وفيها ثالثا أن خصائص هذه المدرسة مزيج من خصائص الشعر الجاهلي وخصائص الشعر الأموي، وفيها رابعا وهو لازم ماسبق أن الشعر العربي في مجمله لم يعش فترة انحطاط، فإذا كان قد انحط في المشرق فإنه في الغرب يعيش فترة ازدهار .

وقد تعرض لهذا الموضوع أكثر من باحث، يقول سيد أحمد بن الدي: "إنني أقول عن إدراك كامل إنما يدعوه مؤرخو الأدب العربي بحركة الانبعاث الشعري قد بدأ في موريتانيا في أواخر القرن السابع عشر واستمر ينمو ويتكامل حتى بلغ أوجه في بداية القرن التاسع عشر، فموريتانيا إذا سبقت الشرق في هذا المجال بما يناهز قرنين[12]

ويقول الباحث محمد المختار بن اباه بعد أن قسم قراء الشعر الشنقيطي ونقاده الآن إلى اثنين:أولهما المقتصر على الثقافة العصرية فهذا لن متعة في هذا الشعر، و ثانيهما القارئ المتبصر الذي نال حظا من الآداب القديمة، واستكمل المؤهلات التي ذكرها بن قتيبة في مقدمة كتاب أدب الكاتب، والتزم نوعا من التأني والصبر، فلم يأنف عن مراجعة المعاجم اللغوية وهذا سيجد ولو بعد حين لذة في هذا الشعر الذي قال عنه طه الحاجري[13] إنه الحلقة التي فقدت من الأدب العربي بين العصور العباسية الأخيرة، وبزوغ عصر النهضة.

وإننا نشاطره هذا الرأي لأننا نلاحظ أن الثورة الشعرية في الصحراء أشرق نورها في عهد طمست فيه أعلام الأدب الشعري في أغلب الأقطار العربية، حتى أجمع نقاد العرب والغرب اعتمادا على عوامل مختلة، أن القرنين أن القرنين الحادي عشر والثاني عشر كانا كالدرك الأسفل من عصور الانحطاط.

وهذا الشعر يدحض نظرية الانحطاط الأدبي من أصلها، ويوضح أن مظاهر العبقرية العربية تنتقل في الزمان وفي المكان من بلد إلى بلد، تضيء مشاعلها في كل قطر في كافة الأقطار العربية الإسلامية، وإذا قدر لها أن تختفي في بعضها، فإنها تتألف آنذاك في البعض الآخر[14]   

يقول محمد الظريف فقد سبق هؤلاء الأدباء أبناء الشرق في إحياء التراث العربي بزمن طويل، غير أن إخراج الباحثين للزوايا من دائرة اهتمامهم، قد قلب جميع الحقائق"[15]

يقول أحمد مهدي مفسرا كيف استطاع هؤلاء الشعراء إحياء التراث العربي :إن "الجو النفسي ولاجتماعي وطبيعة الحياة في الصحراء ساعدتهم على إحياء روح الشعر القديم" فهؤلاء البحاث يجمعون على أن المدرسة الشعرية الشنقيطية إحياء للشعر العربي القديم واستمرار للعبقرية الشعرية العربية.

فمعالم هذه المدرسة مرسومة سلفا إذ أنها منتسبة صحيح الانتساب إلى عصور الفحولة في الشعر العربي، بعيدة كل البعد عن خصائص ما يدعى بعصور الانحطاط: شعرها فصيح، جزل اللغة، قوي متون القوافي، خالي من أشكال التكلف والفسولة، والصور فيها مرجعها أساسا المحيط الصحراوي موظفة مختلف موضع البلاغة المدرسية[16] .

وخير ما نختم به هذه الكلمة، ما اختتم به محمد المختار بن اباه مقدمة لكتابه الشعر والشعراء في موريتانيا،حيث يقول:"هذه قصة حضارة الأدب العربي حسب ما رواها لنا تاريخ الأدب، نشأت وتفجرت في قلب الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام وبعده، وتفتحت أزهارها في الشام والعراق، كان ذلك في القرن الرابع والخامس، وازدهرت في السابع والثامن في مصر وإفريقية والأندلس، واحتضنها المغرب الأقصى في القرنين التاسع والعاشر، وقبل أن تعود إلى المشرق من جديد، فإن صحراء شنقيط من منحنى النيجر إلى ضفاف الأطلس، قد حملت لواءها وأعادت لها نضرة الشعر الجاهلي، ومتانة أسلوبه، وزخرفة الآداب العباسية، ومالها من حسن التيان، وغذتها بقيمها الروحية، فانصهرت عناصرها في أدب متكامل وغني، يظلمه أبناؤه من موريتانيا إذا لم يجتهدوا في التعريف به ويظلمه العرب إذا أعرضوا عن التعرف عليه [17]        

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع:

 

ابن الحسين {أحمد، تـ2001}الشعر الشنقيطي في القرن الثالث عشر الهجري:مساهمة في دراسة الأساليب، جمعية الدعوة الإسلامية العالمية،[د.م.ن]،1995.

البرتلي الولاتي {الطالب محمد بن أبي بكر الصديق }، فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، دار الغرب الأندلسي، بيروت، 1981.

ابن المرتجي {حمادي } الشعر في ولاته في القرن 14هـ، بحث لنيل الإجازة، المدرسة العليا لتعليم 1983، {غير منشور }

بن احميد {عبد الله حسن} ، الشعر العربي الفصيح في بلاد شنقيط: مبحث في النشأة والأصول ، مطابع النصر، نوكشوط، 2001.

الشنقيطي أحمد بن الأمين {أحمد بن الأمين }، الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، تحقيق محمد ولد ماء العينين ، بحث لنيل شهادة الدراسات العليا من كلية الآداب بجامعة محمد الخامس،1995.{غير منشور }

ولد اباه {محمد المختار}، الشعر والشعراء في موريتانيا،تونس الشركة التونسية للنشر و التوزيع، 1978.

 

 

 

 


 

[1] الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي الولاتي ، فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور، دار الغريب الأندلسي، بيروت، 1981

[2]   عبد الله حسن بن حميده، الشرع العربي الفصيح في بلاد شنقيط: مبحث في النشأة والأصول مطابع النصر انواكشوط، 2001.

[3]  الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي الولاتي، م.م.، ص 159

[4]   المرجع السابق، ص 213

[5]  نسبهما بعض الباحثين لحبيب بن بلا اليعقوبي وهو أحد تلامذة مولود بن أحمد الجواد المتوفى سنة 1243هـ وما أثبتناه نراه أقرب للصواب .

[6] حمادي بن المرتجي: الشعر في ولاته في القرن 14هـ:ص23

[7]  الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي الولاتي، م.م.، ص160

[8]  اللهجة العربية المتكلة في الشارع وفي البيت الموريتاني وجنوب المغرب،ويعدها باحثون منهم الدكتور محمد المختار ولد اباه، أقرب اللهجات العربية إلى الفصحى.

[9]   عبد الله بن احميده: م.م،:161 وما بعدها

[10]  محمد المختار بن اباه الشعر والشعراء في موريتانيا، م.م ص.46

[11]    الوسيط في تراجم أدباء شنقيط تحقيق :محمد ولد ماء العينين،ص2

[12] نفس المصدر السابق والصفحة

[13] محمد طه الحاجري"شنقيط أو موريتانيا حلقة مفقودة في تاريخ الأدب العربي" مجلة العربي،العدد107اكتوبر 1967، ص. 77

[14] محمد المختار ولد اباه، الشعر والشعراء في موريتانيا، م.م، ص 71

[15] أحمد بن الأمين الوسيط في تراجم أدباء شنقيط تحقيق محمد ولد ماء العينين، ص 17

[16]  المرجع السابق نفسه والصفحة

[17]  محمد المختار بن اباه، م م.،ص72

 

القائمة

من أدب ابن الطلبة الحساني المزيد

من غزل ابن الطلبة  المزيد

محمد بن الطلبة المولد والنشأة  المزيد

المعجم الشنقيطي العربي المزيد

شعر محمد بن الطلبة المزيد

محمد بن الطلبة المولد والنشأة  المزيد

التعاون المغاربي يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع مؤسسات المغرب العربي بما في ذلك الموروث الثقافي البربري العربي 

المعجم الشنقيطي العربي المزيد

التعاون العربي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات العربية المحلية والدولية   المزيد

التعاون الإفريقي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات الإفريقية النشطة في المجال  المزيد

التعاون الدولي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع الهيئات الدولية المزيد

التعاون المغاربي يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع مؤسسات المغرب العربي بما في ذلك الموروث الثقافي البربري العربي 

مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث  مركز محمد بن المزيد

التعاون العربي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات العربية المحلية والدولية   المزيد

مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث  مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث مركز محمد بن المزيد

التعاون الإفريقي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات الإفريقية النشطة في المجال  المزيد

التعاون الدولي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع الهيئات الدولية المزيد

 
top Back to top