ISET

مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث : مجال اهتمامات المركز ومشاغله البحثية يتجاوز الأشخاص والجهات، مركزا على شتى ألوان الثقافة العربية الإنسانية التي أنتجتها هذه البلاد وما جاورها؛ دون أن نغفل الثقافة الإنسانية العربية والعالمية منها عموما
 اتصل بنا من نحن بحوث مرويات النشاطات الرئيسة

بقلم أحمد سالم بن محمد:  

مدرس باحث، كلية الآداب والعلوم الإنسانية
جامعة نواكشوط

المدح والرثاء في ديوان محمد بن الطلبه اليعقوبي
 

 -         تمهيد:

"المدح نقيض الهجاء، وهو حسن الثناء، يقال:مدحته مدحة . ومدحه يمدحه مدحا والمدح هو المديح، والمدائح جمع المديح: الشعر الذي مدح به كالمدحة والأمدوحة، وتمدح الرجل:تكلف أن يمدح، ورجل ممدح أي ممدوح جدا"[1].

فالمدح فن من فنون الأدب ولاسيما الشعر.وهو نمط من القول يسعى به الشاعر المادح إلى رفع شان ممدوحه  وتخليد مآثره، فينتقي من المكارم والفضائل ما يظهر التقدير العظيم الذي يكنه للممدوح. وهو غرض قديم شاع في الشعر العربي منذ العصر الجاهلي، فشغل حيزا كبيرا في دواوين كثير من شعراء مختلف العصور الأدبية، وكثر بصفة خاصة في بلاطات الملوك والأمراء وفي رحاب الجاه والثروة، وقد لحقه ضرر كبير من نزعة التكسب بالشعر[2]

وربما كانت وفرة شعر المديح في الأدب العربي، وتنوعه  وثراؤه  وراء اتخاذ أحد رواد النقد العربي القديم قصيدة المدح قاعدة لصياغة رأي يفسر بناء القصيدة العربية[3] .

ويبدو أن المدح من أعرق أغراض الشعر العربي في موريتانيا فقد قال أحد الدارسين إن"أول بودر هذا الشعر مقطوعات مديحية وتوسلية"[4].

وتعود أهمية هذا الغرض في الشعر الموريتاني – فضلا عن قدمه – إلى وفرة مادته فهو "يسجل الرقم الأعلى في شعر الشناقطة"[5] وإلى جانب كونه مجال تمرن الشعراء الناشئين[6] وإلى تعدد أنواعه، فمنه المديح النبوي ومدح الملوك والأمراء ومدح العلماء والأشياخ ومدح القبائل والجماعة[7]ومنه ما يدخل في باب مودة الأقارب والأصدقاء. وتتراوح دوافعة بين الإعجاب والمحبة الصادقة وبين التكسب والاستجداء.

أما الرثاء فقد قال عنه صاحب لسان العرب "رثى فلان فلانا يرثيه رثيا ومرثية، إذا بكاه بعد موته، ورثيت الميت رثيا ورثاء ومرثية: مجحته بعد الموت وبكيته، ورثوت الميت أيضا إذا بشيته وعددت محاسنه، وكذلك إذا نظمت فيه شعرا"[8] وقال صاحب المعجم الأدبي "الرثاء: تعداد مناقب الميت، وهو باب من أبواب الشعر عامة والشعر العربي خاصة فقد كان الشعراء يشاركون قبائلهم في مجتمعهم البدوي والحضري من بعد في أحزانه، ويعبرون عن عواطفهم بقصائد يعرضون فيها لما تحلى به الميت من مآثر كالكرم والشجاعة"[9]. وقد عرف العرب هذا النوع من الشعر في الداهية فكان النساء والرجال يندبون الموتى ويؤبنونهم باكين مثنين على خصالهم وقد يمزجون ذلك بشيء من التأمل في الحياة والوت وبيان عجز الإنسان وضعفه أمام الموت: مصيره المحتوم[10]

وكانت كثرة القتلى في الحروب القبلية، وسلاسل غارات السلب والثأر من أهم عوامل وفرة هذا النوع من الشعر في العهد الجاهلي. ويرى أحد  الدارسين أن هذا الغرض بلغ قمة ازدهاره في أواخر العصر الجاهلي وأوائل صدر الإسلام [11] وقد لت صورة المرثاة الموروثة عن ذلك العهد سائرة في العصور الأدبية التالية وإن تأثرت بتطور الحياة وتنوع البيئات، فظهر رثاء الأسر والدول والبلدان.

ويبدو أن الرثاء عريق في الشعر الموريتاني فهو في دواوين الجيل الأول من أعلام هذا الشعر ونمت مدونته نموا مطردا فاحتلت المراثي مكانة مهمة في عطاء أغلب الشعراء الموريتانيين[12].

ويظهر من قيام المدح والرثاء على ذكر المناقب وتعداد الفضائل أن العلاقة بينهما قوية. ولذا اعتبر جل النقاد القدماء الرثاء شعبة من المدح وحصر بعضهم الفرق بين العرضين في اشتمال المرثاة على ما يشعر أنها لهالك الأن تأبين الميت إنما يتم بما كان يمدح به. والحق أن قوة الأواصر بين الغرضين لا ينبغي أن تحجب عنا ما يميز المرثاة عن المدحة في رؤيتها العامة ولغتها، الشعرية وبيائها الغرضي.

ولا شك أن تناول المدح والرثاء في شعر ابن الطلبه اليعقوبي ضمن بحث واحد في أعمال هذاه الندوة جاء استجابة لحميم العلاقة بين الغرضين والكنه لا يسعى إلى إغفال ما بينهما من فروق، فغايتنا دراسة مدونة المدح ومدونة الرثاء في الديوان دراسة تستجلى ما لكل منهما من مقومات وخصائص.

 

-         المدح

تتكون مدونة المدح في ديوان ابن الطلبه من ثمان قصائد مجموع أبياتها 248 بيت، وعشر قطع  تتراوح أبياتها بين بيت واحد وستة أبيات. فمجموع الأشعار التي يمكن اعتبارها  - ولو بشيء من التجوز – داخلة في باب المدح نحو 280بيت، وهذا نبلغ نحو 18.3%  من الأشعار الواردة في الديوان.

وقد صرح كتاب الدراسة التي تصدرت الديوان بأن شعر ابن الطلبه خال من المدح التكسبي[13] ومما يؤيد ذلك خلوه من مدح الأمراء وأصحاب السلطان، وخلوه أيضا من مدح كبار مشايخ التصوف الذين فازوا بأوفر نصيب من مدائح معاصريه واشتهروا بسخاء مكافآتهم، ويشهد لذالك ما كتبه بعض الدارسين عن حياة الرجل وشعره، فقد وصفه صاحب الوسيط بأنه"حسنة من حسنات لا نزاع في ذلك"[14] وساق من أخباره ما يؤكد أنه كان غني النفس جوادا...

ووصفه ابن أباه بأنه كان مرتفعا "عن المدح والذم"وقال" إنه كان غنيا لا يتكسب بالشعر"[15] ووصفه ابن الحسن بأنه "ولد في بيت جمع إلى العلم والقضاء واسع الثراء "وبأنه" كان فقيها لغويا معروغا وسيدا جوادا"[16]فكانت هذه الخصال من عوامل توجهه بالمج القليل نسبيا في ديوانه مقارنة ببعض معاصريه نحو غايات دينية واجتماعية، فكادت مدائحه تنحصر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم والإشادة بخصال بعض سادة قومه.

 

1-    المديح النبوي:

فاز المديح النبوي بمنزلة فريدة في الشعر الموريتاني كغيره من الشعر العربي فهو أحد الأغراض العريقة فيه[17]وجد غي عطاء الجيل الأول من أعلام هذا الشعر مثل ابن رازكه {ت: 1144هـ} ومحمد اليدالي{ت1166 هـ} وظلت مدونته تنمو بالطراد فكاد يكون من ثوابت دواوين الأجيال المتتالية في تاريخ هذا الشعر.

والمديح النبوي في ديوان ابن الطلبة قصيدتان أولاهما 64 بيتا مطلعها:

                                                                                {خفيف}

أقفرت من أنيسها البطحاء

فاللوى فالذنوب فالحواء[18]

وفي الثانية 65 بيتا بطلعها:

                                                             {بسيط}

بات المتيم مما شفه أرقا

يا بعد منزل من أمسى به اعتلقا[19]

 

فأبيات القصيدتين تمثل نحو 46%  من أبيات غرض المدح في الديوان، وتدل هذه النسبة على احتفاء الشاعر بهذا النمط من الشعر، ويؤيد ذلك طول النفس في القصيدتين مقارنة بنصوص المدح الأخرى.

وقد اختار لهما قالب المدحة النموذجية فتصدرتهما مقدمة فنية بلغت في القصيدة الأولى خمسة وعشرين بيتا كاد الشاعر يستوفي فيها عناصر المقدمة الطللية، فحدد مواقع الأطلال في مرابع قومه بشمال غرب موريتانيا {الأبيات:1-3 } وتحدث عن البلى وتبدل السكان وذهاب المعالم {الأبيات:4-9} ثم تحدث باعتزاز وحسرة عن حي كريم حل تلك الأماكن فسعد فيه الشاعر فترة من شبابه {الأبيات 10-13} ووصف محاسن سلما إحدى فتيات ذلك الحي {الأبيات:14-16} ثم تحدث عن الرحلة والناقة {الأبيات :17-25} وختم المقدمة بقوله منتقلا إلى المديح:

 

                                                                                             {خفيف}

غير أني أروم شأوا بطينا

غير مغن به الجرى والنجاء[20]

 

أما قصيدته الثانية فتصدرتها مقدمة غزلية امتزج فيها الحديث عن جمال المتغزل بها ببث آلام الشاعر {الأبيات: 1-8} فهو متيم يعاني الأرق والأسى من فراق "بيضاء ليست تبالي بث من غشقها لم يبق له إلا الذكريات واتخذ حديث الرحلة معبرا إلى المديح {الأبيات 9-13} قائلا

                                                                                               {بسيط}

فاشدد عليها عساها أن تبلغني

حيث الندى الغمر يجري واصبا غدقا[21]

 

وتم المدح في القصيدتين بخصال دينية واجتماعية شيد الشاعر صرحها من أفكار ومواقف متقاربة في خطوطها العامة وإن اختلفت مواقعها وبعض جزئياتها، وتفاوت حظها من التفصيل، فتحدث في كل منهما عن قصور الشعر عن وصف مقام النبوة، وعجز الشعراء عموما عن قول شعر يناسب أوجه الكما التي من بها الله على محمد صلى الله عليه وسلم، فاستهل المدح في القصيدة الأولى بقوله:

                                                                                             {خفيف}

رمت مدح النبي فهو مجال

كل من رامه له العجز داء[22]

 

واستغرقت الفكرة ثمانية أبيات {الأبيات 26- 34} ناقش فيها جدوى مدح من فاز بثناء الله تعالى، وبذلك نال منزلة يقصر عنها أي ثناء آخر، فاهتدى إلى أن ثناء الله على رسوله قد سوغ المديح النبوي ومهد سبله فسلكها كبار البلغاء مثل حسان وكعب بن زهير:

                                                                                         {خفيف}

31- وثناء الإله لولاه ماحق

عليه من الأنام الثناء

32- بم أثني عليه لولا ثناء الــــ

ـــله إن الثناء منه اصطفاء

33- بل هو الباعث المجد عليه

ولكم فيه أحسن البلغاء

34- مثل حسان والفتى ابن زهير

وزهير غداة بالسبي فاءوا[23]

 

وجاءت الفكرة نفسها في القصيدة الثانية في ثنايا المديح{الأبيات31-42}حيث اعتبر ابن الطلبه أن ثناء الله تعالى على محمد أول الخصال التي ينبغي مدحه بها، فمهمة المديح الشعري نشر ذلك الثناء الإلهي الذي فتح سبل المدح فتبارت فيها أجيال الشعراء ودخل الشاعر تلك المباراة قائلا:

                                                                                     {بسيط}

31- ماذيا عسى قولهم يوفي الثناء به

سيان أخرسهم فيه ومن نطقا

32- لكن لنشر ثناء قبل مبعثة

بالشعر قد فتق الرحمن ما فتقا

41- لما رأيتهم جالت حلائبهم

فيه فمن سابق منهم ومن سبقا

42- أرسلت مهري لعل الله يجعله

ممن له السبق أو ممن به لحقا[24]

وتضمين المديح في القصيدتين حديثا عن جوانب من السيرة النبوية فقد تحدث في القصيدة الأولى عن مواقف من غزوة حنين وفتح مكة مبرزا تسامح النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة الأسرى والخصوم السابقين

{الأبيات 35- 49}:

                                                                                        {خفيف}

40- شفعت فيهم فرد عليهم

أهلهم والبنات والأبناء

41- منه منه من مطاع أمين

هكذا فليراع فيه الإخاء

42- وتأتى لابن الزبعرى ابن قيس ابـ

ـــــن عدي بمدحه إحياء

43- بعد ما كان مهدر الدم فيمن

قتلوا حيث لا تراق الدماء

44- ولفهر غداة يدعو ضرار

يا نبي الهدى بذاك احتماء[25]

 

ونقل في القصيدة الثانية {الأبيات47-65}صورا من شجاعة النبي وأصحابه وجهادهم، فرسم صورة مركزة لكتائبهم بكامل عتادها واستعدادها متوجهة إلى مكة لفتحها ونجدة حلفائهم.ثم تحده عن انتصارهم في مكة وحنين مبرزا ما برهنت عليه مواقف المسلمين من الشجاعة والحلم والوفاء:

                                                                                   {بسيط}

48- قاد القنابل من سلع يحثحثها 

نصر من الله والوعد الذي سبقا

49- من كل أجرد يعبوب تعارضه

قدم مروح إذا ما لبدها قلقا

50- جرداء خيفانة تردي بذي لبد

ليث هصور إذا ما قرنه لحقا

54- الواصلون سيوف الهند إذ قصرت

إلى العدا بخطاهم. حسن ذا خلقا

55- تظل تحسب تحت البيض أعينهم

جمرا إذا بيضهم من فوقه ائتفقا

57-فأورد الخيل بطن المكتين على

حرد فغادر ما قد جمعوا فرقا

58- وأصبحوا بعد عز فقع قرقرة

لولا الذي كان منه عادة خلقا

59-وصل القطوع وصفح عن ظلومهم

كالعفو عن قدرة إن جفوا رفقا[26]

وعاد الشاعر في المقطع الأخير من القصيدة الأولى إلى تأكيد تمسكه بمديح النبي لما يكابد من محبة وأشواق صادقة إليه ثم توسل به واثقا بنيل مطالبه الدينية والدنيوية، وعدد تعدادا سريعا بعض مكارمه مثل الشفاعة وإمامة الأنبياء:

                                                                               {خفيف}

فلكل بمدحه منه سجل

فيه من غلة الهيام ارتواء

وأنا أرتجي بمدحه سجلا

بعده لا يخاف مني الظماء

واثقا إذ جعلت فيه رجاء

أنه لا يخيب مني الرجاء

دعهم وامدح الهجان هجان الــــ

ـأنبيا من لهم به الإقتداء[27]

 

وختم القصيدة بالحديث عن اصطفاء الله تعالى محمد نبيا في الأزل وعن تبوئه أرقى مقامات النبوة:

                                                                                        {الخفيف}

63- هو ما هو لولا علاه

ما درى ما النبوة الأنبياء

64- هو مفتاح مغلق الكون والخا

تم فالختم يالقومي ابتداء[28]

وتصدر المديح في القصيدة الثانية مقطع شبيه بالمقطع الذي ختم القصيدة الأولى {الأبيات:14- 29} مدح فيه النبي بأنه إمام الأنبياء منبع نبوتهم شفيع الناس يوم القيامة، خصه ربه بالكرم والشجاعة وكمال الخلق والخلق.

18- عذق النبوءة منهاها محمدها

فكل عرف لها من نوره عبقا

21- غيث إذا أخلف النوآن شائمها

سقى الورى من يديه صيبا غدقا

22- ليث إذا أذأب الليث الهزبر وقد

مج البوادر من خيل الوغى العلقا

26- يا أجود الناس من كانوا وأشجعهم

وأكرم الناس خلقا بذهم خلقا[29]

وتحدث في ثلاثة أبيات عن إحدى أعظم آيات النبوة هي: رحلة الإسراء والمعراج:

                                                                                   {بسيط}

غوث سما ما سما حتى لقد خشعت

سبع السماوات إذ أثباجها اخترقا

إذ بات يجتاز من أمر الإله به

جبريل عن طبق أثباجها طبقا

فكان ماكان من وحي الإله بما

قد سد من دونه عن غيره الغلقا[30]

                                                                                {بسيط}

إياك أدعو لحاج عز مطلبه

لم أستطع سلما فيه ولا نفقا

أنزلتها بك لم أعدل سواك ولا

منجى سواك ولا ملجا لمن غرقا

وقد وثقت بنجح منك يا أملي

ولم يخب من بنجح  منك قد وثقا[31]

 

فالقصيدتان تشبهان قصائد المديح النبوي العائدة إلى صدر الإسلام مثل بردة كعب بن زهير في نواح عديدة أهمها البناء الغرضي واللغة الشعرية الجزلة التي تتحدى ذاكرة القارئ فتغريه بالعلم ومصادره ولكنها تفوقان تلك القصائد في عمق الرؤية الدينية وفي اتساع مجال المديح مقلصا كثيرا مجال المقدمات الوصفية، وقربهما ذلك من المديح النبوي عند محمد البوصيري {ت996هـ} ومدرسته في القرن 7هـ وما بعده.

وقد أشار أحد دارسي شعر الرجل إلى احتمال أن تكون همزيته في المديح النبوي معارضة لهمزية البوصيري لاتفاق القصيدتين في الغرض الأساسي وفي البحر والروي، والأن ابن الطلبة ضمن في شعر يخاطب به أحد المغنين صدر مطلع قصيدة البوصيري[32]

مستحسنا أداءها:

لو تسمعت إذ يردد وهنا

"كيف ترقى رقيك الأنبياء"[33]

وقد لا يكون التأثر بالبوصيري مقصورا على الهمزية، ففي مديحيتي ابن الطلبه أفكار ومعان تذكر بمديح البوصيري  فقوله في القافية:

لو كان قول النصارى في نبيهم

شيئا لكان به أولى من انتطقا[34]

يذكر بقول البوصيري في بردته:

دع ما ادعته النصارى في نبيهم

واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم[35]

2-    المديح الأخوي:

نقصيد بالمديح الأخوي ما سوى المديح من مدائح الشاعر وهو 151بيت توزعتها ست قصائد وعدة قطع، تراوحت القصائد بين 12بيتا و36بيتا. بينها ثلاث في مدح رجال من سادة قومه،إحداها في عبد الله العتيق بن البخاري بن محمد بن محمود بن بارك الله فيه اليعقوبي {ت 1304هـ} وهي 15 بيتا مطبعها:

                                                                                     {بسيط }

أبلغ لديك إلى سبط ابن محمود

تحية ربها ما خير محمود[36]

 

والقصيدة الثانية في مدح بارك الله فيه بن الخراشي بن أحمد خرشي بن مسكه بن بارك الله فيه اليعقوبي {ت نحو1280هـ}وهي 15 بيتا مطلعها:

                                                                                            {متقارب}

عدا علي عوادي الهم والحزن

ما شيب الرأس من أحداث ذا الزمن[37]

ونظم فصيدة في الإشارة بأسرة آل محمود بن عبد الله بن بارك الله فيه اليعقوبي في مناسبة مولد محمد البخاري بن محمود {ت نحو 1324} وهذه القصيدة 23بيتا مطلعها:

                                                                                    {خفيف}

صاد من بعد طالع الدبران

طالع السعد شاردات الأماني[38]

 

ونطم قصيدة في مدح بني ديمان وهي 12 بيتا مطلعها:

                                                                                                  {بسيط}

نعم الأخلاء والإخوان ديمان

قوم هم لمعالي الخمس ديوان[39]

والقصيدة السادسة في مدح محمد بن السعد الملقب بالصعيدي {ت1232هـ} وهي 36بيتا مطلعها:

                                                                                              {كامل }

فيم الوقوف على رسوم المنزل

بله البكاء على المحل المحول[40]

 

فالقصائد الأربع الأول في الإشادة ببعض قومه ويبدو أن كل واحد منها وليدة مناسبة حفزت الشاعر إلى تكريم الممدوح مكافأة على مكرمة متميزة أو لظروف اقتضت التذكير بفضائله وأمجاد ذويه فقد خاطب عبد الله العتيق بن البخاري بقوله:

                                                                                  {البسيط}

أحييت موؤودة عيت مآثرها

ياصعصع الأمر محي كل موؤود

أحييت أمر تلاشى منذ أزمنة

عافي المدارج في الحمران والسود[41]

 

وفال في مدح بارك الله الخرشي:

                                                                              {المتقارب}

 

تداركنا بعد ما صدعت

صفانا الفتى الألمعي اللوذعي

رأي ما رأى بيننا من ثأى

إذا ريم بالرقع لم يرقع

فقام ولم يستشر غيره

لرأب الثأى المفظع المضلع[42]

وقال في مدح البخاري بن الفيلالي:

أبلغ بني عامر جهرا مغلغلة

أني عدو لمن عادى ذوي السنن

إني لهم ناصر والله ينصرنا

ولست ممن يعاديهم وليس مني[43]

 

وقال في القصيدة الرابعة وهي في تهنئة آل محمود بن عبد الله بن بارك الله فيه ومدحهم في مناسبة مولد محمد البخاري بن محمود:

                                                                                          {الخفيف}

إن تغظنا على الزمان بما ضنـــ

نـت به من جدا يد الحدثان

فقد أطفلت من بعده بجداها

ما بأحشائنا من الشنآن

نولتنا محمدا وكفانا

وهو كاف لمبتغي الولدان[44]

 

وبم المدح في القصائد الأربع بخصال المدح المألوفة مثل شرف النسب ونقاء العرق والأصالة في المجد، فعبد الله العتيق شريف الآباء والأمهات:

مقابل الأصل لا عرق يهجنه

إن الهجان على الطباع قد تودي[45]

ومكارم بارك الله فيه متوارثة:

تورثها من أب ماجد

تورها من أب مفنع[46]

ومحمد البخاري بن محمود فاق الولدان شرفا:

هم أليه كنسبة الماء من صد

اء أو كالمرعى من السعدان

ونمته آباء أم حصان

هي بيت القصيد في النسوان

نجلته آباء صدق ترقوا

معقل العصم من رؤوس القنان[47]

 

ومثل الكرم فآل محمود مأوى العديم ومحط رحال الضيفان ومفزع المنكوب:

                                                                           {الخفيف}

فهم للعديم مثوى ومأوى

ولدى الأزل مألف الجيران

هم محط الرحال هم ملجأ الضيــــــ

ــفان هم مفزع الكسير الواني[48]

وعبد الله العتيق بحر جواد زاخر تنصب عطاياه غامرة حين تعذر البذل:

                                                                                            {البسيط}

يا لافظي العطايا فوق غاربه

إذا الكرام نداها رشح جلمود

يا باسط الكف للعافي على عجل

ومنجز البذل مما غير موعود

أرى الرجال وما حازت مآثرها

في بحر جودك تدعى غير موجود[49]

 

وتضمن المدح في القصائد شيما أخرى  عامة تستوعب مختلف الخصال الدينية والعلمية والاجتماعية كقوله في عبد الله العتيق:

يا مشيد ركن المجد حين غدا

تشييد ماء الركايا غير موجود[50]

وكقوله في البخاري بن الفيلالي:

وخبرنهم بأن الفضل نبعته

رهن بكف البخاري خير مرتهن[51]

وقوله في بارك الله فيه:

أبحت من المجد كنزا عظيما

ومن يستبحه كذا يبرع[52]

وقوله في آل محمود:

عصبة قد بنوعلى كل نجد

بيت عز مؤيد البنيان

إن تسابقهم إلى نيل مجد

فهم السابقون في الميدان[53]

ولم تخل القصائد من المدح بفضائل دينية وعلمية خالصة كقوله في آل المحمود:

عصبة قد جنوا ثمار علوم

عن جناها ونت يدا كل جان[54]

وكادت مدحته في البخاري بن الفيلالي تكون خالصة للمدح بالفضائل الدينية والعلمية فهو منارة علم وهدى، معتصم بالسنة لا يزعزعه انحراف الجهال والمفتونين:

                                                                                                     {بسيط}

أو تستمد الهدى منه تجده هدى

يهدي السبيل فلا تخدع ولا تهن

لما رأى السنة الغراء ضيعها

جهلا ذوو الملة العمياء مذ زمن

أكب عضا عليها بالنواجذ لا

يلوي على فاتن منهم ومفتتن[55]

وختم المدح في ثلاث من القصائد بدعاء الله تعالى أن يديم نعمة الممدوح فخاطب بارك الله فيه قائلا:

جزاك الإله جزاء يفي

بما جئت من حسن المصنع

وبارك يابارك الله في

مساعيك واظفر بما تدعي[56]

وخاطب عبد الله العتيق بقوله:

لا زلت لا زلت محسودا على كرم

لا عاش من عاش دهرا غير محسود[57]

ودعا لمحمد البخاري بن محمود بقوله:

رب بلغه واستجب ياإلهي

واكلأ العمر في غنى وأمان

واكلأنه من بأس ذي البأس واجعل

شأنه في الأناس أعظم شان[58]

 

والقصيدة الخامسة في مدح بني ديمان، وقد صرح في بدايتها بأواصر القربى والصداقة والمحبة التي تربطه بهم:

نعم الأخلاء والإخوان ديمان

قوم هم لمعالي الخمس ديوان[59]

وأثنى عليهم بخصال عامة تتضمن أمهات الفضائل، فألوية المكارم وتيجانها معقودة لهم:

قوم أبى الله إلا أن يكون لهم

على جميع الورى فضل ورجحان

لم تبق مكرمة إلى وقد عقدت

الوية لهم فيها وتيجان[60]

 

وفصلت الأبيات اللاحقة بعض ما أجمله البيتان فهم معقل العلم والحلم والعقل والدين، مرجع الناس في كل ذلك، فهذه المكارم شيم آبائهم وتوارثها عنهم الأبناء والأحفاد:

                                                                               {البسيط}

العلم علمهم والعقل عقلهم

والحلم حلمهم والجين مادانوا

والنكر ما أنكروا والعرف ماعرفوا

والزين ما زينو والشين ما شانوا

فضائل خصهم بين الأنام بها

رب كريم على من شاء منان

شناشن عرفت من عهد أولهم

توراثتها عن الأشياخ شبان[61]

وتضمنت القصيدة إلحاحا واضحا على فضيلة الحلم وما يتصل بها من خصال كالرزانة والأنفة والصبر فهم أقوى من أن يستخفهم الطيش أو يذعنوا للعسف:

إن رام ذو جبرت عسفهم أنفوا

واستعصموا ثم ما ذلو وما لانوا[62]

ويبدو أن التأكيد على هذه المعاني يستمد مغزاه من أصالتها في شيم الممدوحين، وقد تكون لذالك علاقة بمناسبة القصيدة.

يأبى الإله سوى عز وتكرمة

لهم وإن قل أنصار وأعوان[63]

ثم دعا لهم في ختامها بالحفظ وزيادة الشرف والعز ودوامها:

لا زال يكلؤهم من كان شرفهم

وزادهم درجات فوق ما كانوا[64]

والقصيدة السادسة في مدح أحد أعلام تلك الفترة هو محمد بن السعد الملقب بالصعيدي[65]ويبدو أنه قدم من صعيد مصر في مستهل القرن 13هـ. وكانت له رياضات روحية وحكم وأسرار، ويبدو أن القصيدة ظهرت، في خضم الاحتفاء به، إعجابا وإشادة بخصاله، فجاءت مترعة بالمحبة والثناء. وهي بعد قصيدتي المديح النبوي أطول نصوص المديح، تصدرها مقطع تمهيدي {الأبيات:2-8} ذكر فيه بعض فضائل آل البيت النبوي وأشار متحسرا إلى ما حل بهم من مآس ذهب ضحيتها عدد من أعلامهم ، ربما يكون تذكر الوقائع التي تم فيها التنكيل بآل البيت قد أثار مخاوف الشاعر من حصول أذى للشريف الصعيدي فازداد حماسه لنصرته وصرح بأنه بقية آل البيت، وأن وجوده قد أعاد للكون انسجامه واستقراره بعد أن ضجت الأرض وتضعضعت الجبال. ونعته بمجموعة نعوت حددت نسبه الشريف وأسبغت عليه أصول المكارم:

                                                                    {الكامل}                                                                                           

لكن بحمد الله قر قرارها

ببقية القرم الأبر الأعدل

الفاطمي الألمعي الهاشمي

الحاتمي اللوذعي النوفل

بمحمد بن السعد الارضى نجل عبـ

ــدالله ذي الخلق العراض الأطول[66]

واعتبر ما تضمنته القصيدة من ثناء صادق هدية معنوية يزفها إلى الشريف، وهو مصر على مدح آل البيت على الرغم من عجز مشاهير البلغاء عن قول يناسب فضلهم، وكيف لا يمدح من جاءت مودته حكما من الله تعالى:

إن لا يكن مالي بآتيه فلي

أسنى الهدايا بالمديح الأجمل

ولسوف يحبوه ثنائي مقول

صنع الشباة مطبق للمفضل

فلأمدحنك وأن رأيت مديحكم

أعيا مقاول كل قرم مقول

أم كيف أترك مدح من تعظيمه

حكم قد احكم في الكتاب المنزل[67]

ولقد وفى الشاعر بوعده فجاء مدحه متدفقا ازدحمت في تياره المعاني الدينية والمكارم الاجتماعية، فالمجد ألقى بعاعه بربع الرجل وهو غيث وغوث جمع الحقيقة والشريعة، هدية أهدى من النجم المتلألئ في الفلاة، وعطاؤه أوفر من الغيث ونصره أجدى من الجحفل، وحماه أمنع من شماريخ الجبال . وتنوعت صيغ التعبير فسيطرت على الأبيات الأولى من المقطع التالي جمل فعلية أفعالها طلبية بثت في المقطع حيوية واضحة وغلبت على الأبيات الأخيرة منه جمل اسمية حافلة بوسائل التوكيد والتفضيل، عددت مكارم الممدوح بصيغ واثقة توحي بأنها من سجاياه وصفاته الملازمة:

                                                                                      {الكامل}

يا من يؤمل نيل كل مؤمل

من خير ما قد نال خير منول

دع عنك جدوى كل خل باخل

وبساح سيح الشيخ عرج وانزل

انزل بحيث المجد ألقى ثاويا

منه البعاع ولا تحد لا تضلل

فاحطط رحالك من ذراه بباذخ

سامي الذرى طود منيع المعقل

تلقى لدي ذاك الهدى وجدا الندى

ومن العدا تكف الردى وتخول

 

 

غوث وغيث في الهزاهز عصمة

ما إن تخطاه مطايا الرحل

ورد الحقيقة والشريعة منهلا

من ورده يا طيب ذاك المنهل

فلهديه، إما اهتديت بهديه،

أهد من النجم اهتداء في الفلي

ولسيبه، إما ترجي سيبه،

أندى من السبل الركام الأسول

ولنصره إن بدعه لمضوفة

أجدى من اللجب اللهام الجحفل

ولعزه إما احتميت بطوده

أحمى وأمنع من شمارخ يذبل[68]

 

وقد أغنت كثافة الإيقاع المتأتي من صيغ التجانس والتقابل الوفيرة في هذا المقطع وفي مقاطع أخرى في النص والتشبيهات التفضيلية العديدة موسيقى القصيدة فعبرت بقوة عن سخاء عاطفي عارم.فقد منح الشاعر ممدوحه كامل المحبة والإخلاص واثقا بمناقبه وبجدوى التوسل به لنيل الرغائب الأخروية الدنيوية والفوز بالمراتب العليا في دار البقاء

                                                                                    {الكامل}

هذي إليك هديتي ياسيدي

واضيعتاه إن انت لما تقبل

أوردتها صديا وثوقا بالندى

صدا مواردك الرحاب الحفل

تشكو يوائب شد ما عضت بنا

من عضة الزمن الجحاف الممحل

ترجو ذنوبا ناقعا غلل الصدى

من ورد كوثرك النمير السلسل

ثم النجاة إذا الحصائل حصلت

يوم التغابن في الرعيل الأول

ولوالدي وأسرتي وعشائري

أرجو الخلاص من الهلاك بكم ولي[69]

بذا طول هذه القصيدة النسبي وثراء مضامينها الدينية ذات الأبعد الروحية وميلها إلى المبالغة في التعلق بالممدوح والثناء عليه نزوعا نحو سمات المدحة الصوفية، فمدائح الشاعر الأخوية الأخرى مقطوعات أو قصائد قصيرة جاءت كلها خالية من المقدمات الفنية، وجهها إلى بعض أقاربه أو إلى من في حكمهم مكافأة على مكرمة وترويحا لشيم هي منبع الخير ورمز العطاء ومقياس التفاضل في مجتمعه البدوي المسلم.

وقد تجلى احتفاء ابن الطلبة بالمديح النبوي في طول المديحيتين وحملهما جانبا من ذكريات الشاعر وملامح بيئته مع الوفاء لتقاليد المدحة النبوية، وفي المزج بين الأسلوب البدوي الفخم في بردة كعب بن زهير وبين هيمنة الرؤية والمعاني الإسلامية على نحو يذكر بمدائح البوصيري

-         الرثاء

يتألف الرثاء في ديوان ابن الطلبة اليعقوبي من تسعة نصوص رثى بها تسعة رجال، فاز كل واحد منهم بمرثاة، ومجموع أبيات الرثاء 147بيت أي نحو 9.8 % من أبيات الديوان، سبعة من الذين رثاهم من سادة قومه، والثامن أحمد بن العاقل الديماني، وروابطه بالشاعر تضاهي روابطه بسادة قومه{بني يعقوب}. أما التاسع فإنه رجل ارتبط به الشاعر ارتباطا روحيا وثيقا على ما يبدو.

فمراثيه جميعا داخلة في راء الأقارب أو الرثاء الأخوي.

فقد رثى الخرشي بن أحمد بن عبد الله بن بارك الله فيه اليعقوبي {ت نحو 1220هـ} بقصيدة من 18بيت مطلعها:

                                                                                    {بسيط}

أزاح نومي وأغفى ليله الصاحي

هم زوى النوم عني غير منزاح[70]

ورثى مولود بن أحمد الجود اليعقوبي {ت 1243 هـ} بقصيدة من 20بيتا مطلعها:

                                                                                         {بسيط}

أقول لما نعى الناعون مولودا

نعيتم العلم والمعروف والجودا[71]

ورثى محمد بن محمود بن بارك الله فيه اليعقوبي {ولد نحو 1206 وتوفي قبل سنة 1272 هـ.}

بقصيدة من 13بيتا، مطلعها:

                                                                                   {بسيط}

قام المآتم من فقدان ابن محمود

بالمخر العد والعلياء والجود[72]

ورثى خله محمد الأمين بن أحمد خرشي اليعقوبي {ت في وسط القرن 13هـ} بقصيدة، من 28بيتا مطلعها:

                                                                                         {بسيط}

الطود ويحك طود المجد والباع

والحلم والعلم تنعى أيها الناعي[73]

ورثى محمذن بن إياهي اليعقوبي الملقب فتى الخمس {توفي قبل1243هـ} بقصيدة من 40بيتا، مطلعها:

                                                                                                {الرمل}

كل عيش ما تراخى لأجل

ومآل المرء موت حيث حل [74]

    ورثى أحمد بن العاقل الديماني {ت 1244هـ} بمرثاة وجد منها محقق الديوان أربعة أبيات أولها :

                                                                                    {كامل}

يا قوم للبدر المنير لآفل

بين الدياجي أحمد بن العاقل[75]

 

جادت بواكر كل جون مسبل

بين التميش وبين ذات المعزل[76]

ورثى المأمون بن محمد الصوفي اليعقوبي {ت 1235 هـ}ببيتين هما:

                                                                             {طويل}

أقام بجون مستهل النضائد

على ريع تنمدي جش الراواعد

وقل لشرودات المحامد تسترح

لقد مات بالمأمون قنص الشوارد[77]

ورثى محمد السعد الملقب بالصعيدي {ت 1232هـ} بقصيدة من 17بيتا، مطلعها:

                                                                                                        {بسيط}

يا بارقا بات يحدو دلحا جونا

سود الذوائب أبكارا سمت عونا[78]

وقد دارت هذه المراثي حول تأبين المرثيين وبكائهم والدعاء لهم ولخلفهم وقام التأبين على ذكر فضائل الميت وتعداد جلائل أعماله لتؤكد سمو مكانته وتبرز المنافع والخدمات التي يقدم للناس. فموته منذر بنضوب مورد للحياة والهناء وحصول ما قد يترتب على ذالك من معاناة إنسانية.

فاستغرقت معاني الهناء جل أبيات النصوص وانتشرت مقاطعها في أرجاء القصائد، وبقيت معاني التفجع والعزاء والدعاء محصورة في أبيات ومقاطع قصيرة. فقصيدته في رثاء الخرشي بن أحمد تصدرتها أربعة أبيات عبر فيها عن الحزن والألم لموت المرثي وانتقاله إلى قبر حدد موقعه ووصفه وصفا يوحي بالرهبة والأسى والعبرة:

أزاح نومي وأغفى ليله الصاحي

هم زوى النوم عني غير منزاح

أن ابن أحمد أمسى فوق رابية

ثاو بمستن أمطار وأرواح

أمس رهينا بتنوايور في جدف

تجنه جون أعواد وصفاح

أودى به صرف دهر مورط خبل

عاد على حرزات النفس ملحاح[79]

وكان موت مولود بن أحمد الجواد فاجعة عم حزنها الجماعة فتحدث الشاعر عن بكائهم رجالا ونساء واستبكاهم في أبيات وردت متفرقة في ثنايا تعداد مكارم المرثي منها:

كم شف مصرعه من دمع باكية

منا وباك له لم يبق مجهود

دع الحواصن يندبنا الهمام فلا

عدت من البيض من لم تبك مولود[80]

 

ويبدو أن الشاعر في رثاء محمد بن محمود لم ير داعيا للتصريح بحزنه وبكائه فاكتفى قبل ذكر مفاخر المرثي بإشارة عابرة إلى المآتم التي قامت عند نعيه:

قام المآتم من فقد ابن محمود

بالمفخر العد والعلياء والجودي [81]

وتحدث في رثاء خاله محمد الأمين بن أحمد خرشي عبر حوار اللائمة عن المتاعب والآلام التي حلت به فأنهكته وحرمته النوم وراحة البال فنعي المرثي قد أصم سمعه وبث في أوصاله حزنا عميقا استغرق التعبير عنه خمسة أبيات وردت في وسط القصيدة

                                                                            

                                                         {البسيط}

هبت تلوم فبعض اللوم عذلتي

مهلا كليني لتهمامي وأوجاعي

تقوول لما رأتني شاحبا ضمنا

لا تطعم النوم عيني غير تهجاع

مالي أرك سخين العين مكتئبا؟

أ لم تكن كنت جلدا غير مجزاع؟

فقلت هم دخيل قد تأوبني

تمخخ العظم مني غير منصاع

أما سمعت بما قام النعي به

صماء صم لها يا أسم أسماعي[82]

 

ويوجد شبه واضح بين هذا المقطع ومقاطع أدت الوظيفة ذاتها في مرات عديدة لشعراء البادية في الجاهلية وصدر الإسلام[83] وقد عاد الشاعر إلى حديث البكاء والوجع في نهاية القصيدة:

ياعين جودي بتهتام وأيجاع

كفاك مابك من حزن وتفجاع[84]

ويبدو أن قصيدة في رثاء محمذ بن إياه من أكمل مراثيه وأكثرها دلالة على صافي الود وغائر الحزن واللوعة، فقد ألح عليه الأسى وفشلت محاولته العزاء، وتحولت ذكريات حياتهما معا إلى أشواك تنكأ قروحه وتهير أشجانه، فعبر عن ذلك في مقطع توسط القصيدة، وجاءت الأبيات الخمسة الأولى منه في بث همومه وآلامه بثا مباشرا:

                                                                                          {رمل }

20 إن في صدري من ذكراك ما

لم ألاقيك قروحا وعلل

21 كلما عزيت نفسي هاجني

لابن أمي ذشر الايام الأول

22 ثاجني ذكر مبيت طالما

ضمنا فيه سرورا ومظل

23 أي يوم أي يوم يومه

يوم ضاقت بي رحيبات السبل

24 يوم لا بشر لأبناء بني

عامر والضيف والجار الأذل[85]

وعبر عن همومه في الأبيات الأربعة التالية عبر معادل موضوعي مستمد من البيئة. فقد قارن لوعته بلوعة بوق ظؤار فقدت ولدها فهي نهب لموجات اليأس ونفحات الأمل فظلت ذكرى الولد المفقود تضرم فيها النار اللوعة فيتصاعد حنينها الملتهب:

                                                                                                   {رمل}

ما ظؤار عجل حانية

تضمر اليأس فيغريها الامل

يتشممن مجر البو لا

هن يغفلن إذا شول ذهل

يتعاطين حنينا موجعا

فهو لا يأتي ولا هي تمل

بأمر اليوم مني لوعة

يوم فارقت بحمد لم ينل[86]

والحق أن نغمة الحزن لم تقتصر على مقاطع التفجع المباشر في القصائد السالفة بل كانت أصداؤها تتردد في النسيج اللغوي وفي المعاني على امتداد نصوص الرثاء، وقصيدته في رثاء محمد بن السعد مثال على ذلك فإن أبياتها فد تواترت على فائق الإعجاب الذي يحمله الشاعر للمرثي وعلى أنه يعتبر موته رزءا فادحا، ومع ذلك فإن التعبير المباشر عن الحزن لموته ورد في بيت واحد هو آخر أبيات القصيدة:

                                                                            {البسيط}

تالله تفتأ ذاكره تؤرقني

وجدا عليه فما أنفك محزونا[87]

أما التأبين المهيمن على هذه المراثي فإنه اشتمل على خصال كثيرة ولكنه ألح إلحاحا شديدة على الجود والإيباء وما يتصل بهما ويتفرع عنهما من قيم الرجولة ومقومات الفتوة مثل الحلم والأناة وقهر الصعاب وشرف الأصل.

فقد استغرق تتبع مفاخر الخرشي بن أحمد 13بيتا من مرثيته وصفه فيها بالكرم فخيره مبذول في الرخاء والشدة متاح للضيوف واليتامى والبائسين سمح الطباع شجاع:

                                                                                  {البسيط}

6- أودى بمأوى اليتامى والضيوف إذا

جاء الشتاء برضخ منه نضاح

7- أودى بحمال أثقال الضريك إذا

مس الضريك حمالات بأتراح

11- وليس إن مسه شر بذي جزع

وليس إن مسه خير بمفراح[88]

 ثم أثنى عليه بخصال فعلية تعتبر من أهم شروط السيادة وخاصة في المجتمع البدوي وتكشف عن منحى رثائي شبيه بالرثاء في الجاهلية وصدر الإسلام:

ورب أشوس تياح دلفت له

بذات ودقين تعيي كل تياح

ورب بزلاء لا يدعى الوليد لها

فرجت من رأيك الماضي بمصباح

ورب تيهاء فزعت الوحوش بها

بضمر كقسي النبع أطلاح[89]

وقد وردت في رثاء مولود بن أحمد الجواد أبيات تشبه هذه الأبيات وصفت المرثي بالحزم والصبر على مواجهة الصعاب فأبرزت جانبا من أكثر جوانب رجولته ارتباطا بحاجات البيئة البدوية:

                                                                                    {البسيط}

ومن إذا الهم ضافته بلابله

كان القرى أن ينص الضمر القودا

ومن إذا صارت الرعديد كنيته

لم يلف نكسا ولا كسلان رعديدا

ومن إذا آثر المنجاب من خور

نوما ودفئا تراه يألف البيدا[90]

 

ثم أثنى عليه في مقطع طويل بفضائل كثرة نابعة من الخصال الجامعة التي اعتبر الشاعر نعي مولود منذرا بنضوبها:

                                                                                                  {بسيط}

أقول لما نعى الناعون مولودا

نعيتم العلم والمعروف والجودا[91]

فهو شريف النسب كان قويا شجاعا في نصرة الحق والذب عن السنة ينجد المكروب ويلوذ به الخائف، عرف بالشهامة والجود والأريحية وكرم الأخلاق وسعة العطاء العلمي:

                                                                                  {بسيط}

تبكي فتى هاشميا صارما ذكرا

كالسيف ينجد من يدعوه منجودا

مرزأ أريحيا ماجدا أربا

ليثا هزبرا بنصر الله موعودا

يندبن ندبا أبي الضيم ذا فخر

حلو الشمائل في العزاء محمودا

من كان للمجد والعلياء مشهده

ركنا فأصبح ركن المجد مهدودا

قد كنت ركنا لملهوف يلوذ به

وبحر علم لأهل العلم مورودا [92]

ودار رثاؤه على محمد محمود حول السيادة والأريحية، فهو كان معقل قومه وحاميهم، سخر أمواله ومساعيه في سبيل المعالي، فكان معروفه متاحا في شتى الظروف لكل محتاج:

فكم أهان من الكوم البهازر في

سبيل المعالى  ومن  جرداء  قيدود

وكم أعان على جلى وأطلق من

عان ونفس من لهفان مزؤود

ولتبكه الدرق الهزلى إذا أزمت

شهب السنين ولم يفرح بمولود

وليبكه كل محروم ومهتلك

جوعان في ليله الصراد مصرود[93]

وقد حشد الشاعر في رثاء محمد الأمين بن أحمد خرشي مكارم كثيرة تضمنت من المثل الإسلامية والشيم العربية والأخلاق  الاجتماعية الفاضلة ما يؤكد أنه كان يحتل سامق مراتب الفخار والسؤدد واستغراق ذلك نحو 20 بيتا، كثرت فيها صيغ التفصيل والتفخيم وعبارات التأكيد

الطود ويحك طود المجد والباع

والعلم والحلم تنعى أيها الناعي

الجحجح الأنجح الثبت الأسد إذا

ما أبرك الحي لأواء بجعجاع

الأخير الأظفر المحمود مشهده

في كل مجمع يوم غير جماع

نعيت للمجد بانيه وراعيه

راع له إن أضافوا غير مضياع

نعيت للضيف والجار الجنيب فتى

يؤويهما بجناب منه ممراع

نعيت مناع ما للمجد من حرم

من ليس للعرف عن عاف بمناع[94]

وتضمنت مرثاته في محمذ بن إياه من المآثر والمكارم ما بدا معه أن المرثي كان مثلا أعلى في كل مقومات الرجولة والفتوة، فقد كان راسخ المجد منيعا وافر الجود عرف بالدهاء والشجاعة والسؤدد:

                                                                           {الرمل}

هد منا باذخا قد طالما

عز بالمنعة منه المستذل

جبلا كان إذا ما أمحلوا

لليتامى الدفء وهو المستظل

إن تحت الصخر مجدا ترتبا

وأبيا جاره ما يستذل

صل أصلال بعيدا غوره

للعدا صاب وللخل عسل

غير مفراح لخير ناله

لا ولا يكبو لضر أن نزل

سيد أروع ندب ندس

ماجد الجدين فرع مقتبل

ياعماد القوم في اليوم ويا

حلية النادي إذا النادي احتفل[95]

 أما قصيدته في رثاء الصعيدي فقد هيمن عليها تأبين سيطرت عليه معادن ومثل دينية ذات أبعاد روحية أو صوفية فكرر الثناء عليه بأنه غوث المستغيث وبأنه أمين الغيب وارث خير الأنبياء:

                                                                                              {بسيط}

فإن بالجذع غوث المستغيث إذا

مالحزن أمسى بنفس الحر مدفونا

غوث مغيث أمينا لينا نجدا

برا مبرا على الأبرار ميمونا

غوثا قد أحرز مجدا ترتبا شرفا

مورث المجد من خير النبيئينا

غوثا تفرع من عدنان هامتها

غيثا مغيثا أمين الغيث مأمونا[96]

 

ثم أثنى عليه بتسنم أعلى مراتب الصالحين مبالغا في الإشادة بأسراره وطاقاته الروحية:

بحر الكرامات من آي النبي له

وراثة منه منا ليس ممنونا

قطب بهر حيا الكونين دائرة

قال الإله له غوث الورى كونا[97]

وتضمنت ست من المراثي دعاء للميت بالسقيا والنعيم، فقد قال قي رثاء الخرشي :

18- روى الإله صدى الخرشي تكرمة

منه بجون من الرضوان سحاح

وقال في رثاء مولود بن أحمد الجواد:

ياربنا أول من نعماك مولود

عفوا وظلا من الفردوس ممدودا

وأوله الماء مسكوبا وفاكهة

والسدر والطلح مخضودا ومنضودا[98]

وقال في رثاء محمذ بن إياه:

فسقى الله ضريحا ضمه

صوب مزن كلما هد وبل

وتلقاه ببر ربه

وقبول وحباه ما سأل

وسقاه من رحيق يشرب الـــ

ــبرمنه علالا بعد نهل[99]

وتضمن بعض النصوص دعاء لأبناء المرثي بحسن خلافته وبحيازة المكارم التي وصف بها، من ذلك قوله في رثاء محمد بن محمود:

لا تبعدن أبا هند ولو برحت

غر المكارم في أشبالك الصيد[100]

وقوله في رثاء محمذ بن إياه:

وبحمد الله أبقى بعده

كوكبي مجد إذا النجم خمل

وكذاك القوم نجوم للعلى

ينبري يجم إذا نجم أفل [101]

وحمل بعضها مواقف عزاء وصبر منها في رثاء الخرشي:

وخفف الوجد عني في مصيبته

أن قد مضى غير ملحي ولا لاح[102]

وقوله في رثاء مولود:

صبرا أفاطم لا تأسي فكل فتى

يجري إلى أجل قد كان معدودا[103]

وقوله في محمذ بن إياه:

قلت للنفس وقد لج بها

سقم لم يبق منها ووهل

 

نفس صبرا إن في الله لنا

خلفا فالموت ما عنه حول[104]

وانفردت مرثاته في محمذ بن اياه بمقطع بأملي بصدر القصيدة وبدأ فيه الشاعر راسخ الإيمان واثقا بحتمية الفناء وعبثية الاحتجاج على ما ينزل بالمرء من فواجع. فالدهر لا يتعب شاكيا ولا تستثني قوارعه أحدا:

كل عيش ما تراخى لأجل

ومآل المرء موت حيث حل

كل شيء هالك مما ترى

غير وجه الله من عز وجل

أمن الدهر تشكى إذ نزل

بك منه حادث غير جلل

أمن الدهر تشكى أنه

ليس بالمعتب أن هو فعل

أي يوم لم ينخ فيه على

معشر منه بكلكال أجل[105]

 

فابن الطلبه في هذه المراثي التي سيطر عليها تعداد خصال المرثي وتصويره مثلا أعلى في الجود وكرم المحتد والوفاء والشجاعة، وركوب الصعاب في سبيل المجد لم يخرج عن مألوف الرثاء العربي، بل سلك نهجا لاحبا في خطوطه العامة لإبراز مدى الخسارة التي حلت بالجماعة والإعراب عن إلحاح الرغبة في استبقاء خصال المرثي، ولكنه تميز بأن مادة الثناء على المرثي ولو كان فقيها ليست محصورة عنده في العلم والتقوى بل جاء كثير منها نابعا من قيم الرجولة والسيادة في بيئته البدوية وقد يكون التشبث بتلك الخصال والسعي إلى حفظ الذكرى وراء اهتمام ابن الطلبة بتحديد مدافن من رثاهم.فقد تضمنت ست من مراثيه ذكر الموقع التي دفن فيها المرثيون[106]كأنه يقوم بذلك عوامل الاندثار الساحقة في بيئته.

-         الخاتمة:

يبدو أن المدح والرثاء لم يوكونا في طليعة مطامح بن الطلبة الشعرية، فظهر في شعره استجابة لدواع دينية أو اجتماعية، وكانت لهما في ديوانه نسبة تواتر أقل بكثير مما حظيا به في دواوين أبرز معاصريه من أعلام الشعر الشنقيطي[107].

غلبت على مدائح ابن الطلبه ومراثيه خصال متعددة سرت ثمارها النافعة في بيئة الممدوح والمرثي فكرمة الغامر سد خلات المحتاجين ونجدته أمنت الخائفين. وسيرته حددت معالم طريق المجد، فقد مارس الشاعر عبر المدح والرثاء تحريض مجتمعه وخاصة الشباب على التمسك بالخصال الواردة في نصوص الغرضين وحمل ذلك دعوة واضحة لنصرة أعمال الخير ومقاومة العوامل التي تسبب الشقاء وتهدد الحياة أبرز المقصد الإصلاحي الكامن في قلب تلك الجوائز الشعرية.

قد يعني غياب مدائح ابن الطلبة ومراثيه عن شعره المنشور في كتاب الوسيط لابن الأمين وعما اختار له صاحب الشعر والشعراء في موريتانيا أن معظم نصوص هذين الغرضين من الناحية الفنية دون مستوى أشعاره في أغراض أخرى عليها رست قاعدة مجده الشعري، ومثلت ما اتبره أحد الباحثين المنحر الجمالي في شعره[108]، ومع ذلك فإن جاذبية هذه النصوص ليت محصورة في رؤيتها ومضمونها الفكري، بل تستمد إضافة إلى ذلك من ثرائها اللغوي وإحكام نسجها وتوصلها الواضح مع مقومات القصيدة البدوية في الجاهلية وصدر الإسلام، وهذه أبرز سمات مدرسته الشعرية.

 

المراجع

 

ابن اباه {محمد المختار}، الشعر والشعراء في موريتانيا، الشركة التونسية للتوزيع ط1، 1987 ابن الحسن {أحمد}، الشعر الشنقيطي في القرن 13هـ مساهمة في وصف الأساليب، جمعية الدعوة الإسلامة العالية، 1995

ابن الطلبه {محمد بن محمد الأمين اليعقوبي}، ديوان محمد بن الطلبه، تحقيق محمد عبد الله بن الشبيه، مراجعة محمد سالم بن عدود، تقديم محمد بباه بن محمد ناصر، يشر أحمد سالك بن محمد الأمين بن ابوه بدار النجاح الجديد، الدار البيضاء،2000

ابن حامد {المختار}، حياة موريتانيا، الجزء الثاني، الدار العربية للكتاب 1990ص :129.

ابن رازكه، {سيدي عبد الله بن محمد} ديوان ابن رازكه، تحقيق محمد سعيد بن الدهاه، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1956

ابن قتيبة {أبو محمد عبد الله بن مسلم} الشعر والشعراء، أحمد محمد شاكر دار المعارف بمصر1966

بن حمود {محمد عبد الله}، شخصية الشيخ سيدي محمد الشريف الصعيدي من خلال مدائحه، المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، 1990{غير منشور} بن منظور {محمد بن مكرم }، لسان العرب

البوصيري {محمد} الديوان، تحقيق محمد سيد كيلاني، دار الرشاد الجديدة الدار البيضاء، المغرب،{د .ت}

الدهان{سامي}، المديح، دار المعارف، ط4، القاهرة 1980

الشنقيطي أحمد بن الأمين، الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، ط3، القاهرة، 1963

ضيف{شوقي} وآخرون، الرثاء في الأدب العربي، دار المعارف، القاهرة، 1955

عبد النور {جبور} المعجم الأدبي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، 1979

القرشي {أبو زيد}جمهرة أشعار العرب، تحقيق على محمد البجاوي{د.م.ن.}

اليوسف {يوسف} مقالات في الشعر الجاهلي، دار الحقائق للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط3، 1983


 

[1]   محمد بن مكرم بن منظور، لسان العرب، مادة مدح.

[2]  سامي الدهان، المديح، دار المعارف ط4، القاهرة 1980، ص17.

[3]  ابن قتيبة {أبو محمد عبد الله بن مسلم}، الشعر والشعراء، تحقيق أحمد محمد شاكر دار المعارف بمصر 1966، ج1 ص74

[4]   أحمد ابن الحسن، الشعر الشنقيطي في القرن 13هـ مساهمة في وصف الأساليب، جمعية الدعوة الإسلامية العالمية 1995، ص84

[5] المختار ابن حامد، حياة موريتانيا، الحزء الثاني، الدار العربية للكتاب 1990، ص:129.

[6]  محمد المختار بن اباه، الشعر والشعراء في موريتانيا الشركة التونسية للتوزيع ط1،1987، ص:39.

[7] المختار المختار بن حامد، حياة موريتانيا، الجزء الثاني، م . م ، ص:129-130

[8]   ابن منظور لسان العرب، مادة رثى.

[9]  جبور عبد النور المعجم الأدبي، دار العلم للملايين، بيروت لبنان 1979، ص:245

[10]   شوقي ضيف وآخرون، الرثاء في الأدب العربي، دار المعارف، القاهرة 1955، ص:7.

[11]   يوسف اليوسف: مقالات في الشعر الجاهلي، دار الحقائق للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، ط3، 1983،ص:358.

[12]   مثل ديوان سيدي عبد الله بن محمد {ابن رازكه} تحقيق محمد سعيد بن دهاه، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء 1996، ص:120-137.

[13]   محمد بباه بن محمد ناصر، مقدمة ديوان محمد بن الطلبة اليعقوبي، تحقيق: محمد عبد الله بن الشبيه، نشر أحمد سالك بن محمد الأمين بن أبوه مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الدار البيضاء، 1999، ص: 60.

[14]   أحمد بن الأمين الشيقيطي، الوسيط في تراجم أدباء شنقيط، ط3، القاهرة، 1963ص:94.

[15]   محمد المختار بن اباه الشعر والشعراء في موريتانيا، م.س، ص: 55.

[16]  أحمد بن الحسن، الشعر الشنقيطي في القرن 13هـ، م. س. ص:140

[17]   أحمد بن الحسن، الشعر الشنقيطي في القرن 13هـ ، م. س، ص:335.

[18]   النص 1، البيت1، ص89

[19]    الديوان، النص 46، البيت .1ص 285

[20] الديوان، النص46، البيت.1ص 285

[21]   الديوان النص46البيت 14ص288

[22]   الديوان، النص 1، البيت 26. ص95

[23]   الديوان النص1، الأبيات 31-34، ص95

[24] الديوان، النص46. ص ص292، 294

[25]   الديوان، النص1.. ص ص98، 99

[26]   الديوان، النص 46. ص ص 295،298

[27]   الديوان، النص1. ص ص 101، 102

[28]   الديوان النص 1، ص103.

[29] الديوان، النص 46، ص ص 289، 291.

[30]   الديوان، النص 46،ص291.

[31]  الديوان، النص 46، الأبيات 27 – 29 ص ص 291 ، 292.

[32]   محمد بباه بن محمد ناصر: مقدمة ديوان ابن الطلبه، م. س، ص:77.

[33]  الدوان، النص 2، البيت 2، ص104.

[34]   الديوان، النص 46، البيت 45، ص 294.

[35]  محمد البوصيري الديوان، تحقيق محمد سيد كيلاني، دار الرشاد الجديدة  الدار البيضاء، المغرب، د.ت، ص:233.

[36]   الديوان، النص27، البيت 1، ص211.

[37]   الديوان، النص43، البيت1، ص211.

[38]   الديوان، النص 74، البيت 1، ص458

[39]   الديوان ، النص 79، البيت 1، ص471

[40]  الديوان، النص،62، البيت 1، ص395

[41]   االديوان، النص 27البيتان 14،15 ص 214.

[42]   الديوان، النص43 ، الأبيات 3 و 5 ،6، ص ص 279، 280.

[43]  الديوان، النص 81، البيتان 3.4، ص476.

[44]   الديوان، النص 74، الأبيات 3. 5، ص 458.

[45]   الديوان النص 27، البيت 4، ص 211.

[46]   الديوان، النص 43، البيت 13، ص282.

[47]   الديوان، النص74، الأبيات 6-8 ص ص 458،459

[48]   الديوان، النص74، البيتان 11-22

[49]   الديوان، النص 27، الأبيات 9،10و13،ص213

[50]  الديوان النص 27، البيت 11 ص213.

[51]   الديوان النص81، البيت 5، ص477

[52]  الديوان، النص43، البيت 12، ص282.

[53]   الديوان، النص74، البيتان 13و16، ص ص 460، 461

[54]   الديوان، النص74، البيت 14ص 460

[55]   الديوان، النص81، الأبيات 8و11و12،ص ص 477، 478.

[56]   الديوان، النص43، البيتان 14-15’ ص 282

[57]   الديوان، النص27البيت 18 ص 214.

[58]   الديوان النص74 البيتان 20 .21، ص 462.

[59]   الديوان، النص 79، البيت 1، ص 471

[60] الديوان، النص79، البتان 3.4، ص472.

[61]   الديوان، النص 79، الأبيات 5 .8 ص 472.

[62] الديوان النص، 79، البيت 9 ص 473

[63]   الديوان، النص 79 البيت 11، ص 473

[64]  الديوان النص 79، البيت 12ص 473.

  [65]   راجع شخصية الشيخ سيدي محمد الشريف الصعيدي من خلال مدائحه محمد عبد الله بن حمود، المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية،1990م.

[66]   الديوان، النص62، الأبيات 9. 11، ص397.

[67]   الديوان، النص 62، الأبيات 12. 13 و 16 و18، ص ص 397، 399.

[68] الديوان، النص 62، الأبيات 19.29، ص ص 399، 401.

[69] الديوان النص 62، الأبيات 30. 35، ص ص 401، 403

[70]  الديوان، النص20، البيت 1، ص 190.

[71]   الديوان، النص22، البيت 1، ص 196.

[72]   الديوان، النص25، البيت 1، ص 204.

[73]   الديوان، النص42، البيت1، ص271.

[74]   الديوان ، النص 58، البيت 1، ص333.

[75] الديوان، النص 66، البيت 1 ص406.

[76]   الديوان، النص 66، البيت 1، ص 607

[77]   الديوان، النص24، البيتان 1 . 2، ص ص 202، 203.

[78]   الديوان، النص 73، البيت1 ص 453

[79]   الديوان ، النص20، الأبيات، 1.4،ص ص 190، 191.

[80]   الديوان، النص 22، البيتان 8 و 12، ص ص 197، 198.

[81]   الديوان النص 25، البيت 1، ص204.

[82]  الديوان النص 42، الأبيات 13. 17 ، ص ص 274،275

[83]  راجع مرثية أبو ذؤيب الهذلي ومرثية محمد بن كعب الغنوي وغيرهما من المراثي الواردة في جمهرة أشعار العرب لأبي زيد القرشي تحقيق على محمد البخاري ص: 534- 615

[84]   الديوان، النص 42، البيت 26، ص 277.

[85] الديوان ، النص 58، الأبيات 20. 24، ص 337

[86]   الديوان، النص 58، الأبيات 25 .28، ص ص

[87]   الديوان، النص 73 البيت 17، ص 457.

[88]  الديوان، النص 66، الأبيات 6. 7، 11، ص ص 191، 193،

[89]  الديوان ، النص 20، الأبيات 12. 14، ص 193.

[90]  الديوان ، النص 22، البيت 4. 6، ص ص 196، 197

[91]   الديوان، النص 22، البيت 1، ص 196.

[92] الديوان، النص 22، الأبيات 13. 17، ص 199.

[93]   الديوان، النص25، الأبيات 8. 11، ص ص 206، 207.

[94]   الديوان، النص 42، الأبيات 1. 3 و 6. 8.

[95] الديوان، النص 58، الأبيات 9. 12 و16 . 17 و 19

[96]   الديوان، النص 73، الأبيات 6. 9، ص 455.

[97]  الديوان، النص 73، البيتان 11. 12 .

[98]  الديوان، النص 22 البيتان 19 .20 .

[99]   الديوان، النص 58، الأبيات 38 . 40

[100]   الديوان، النص 25، البيت 6.

[101]   الديوان، النص 58 الأبيات 32. 33.

[102]   الديوان ، النص 20 ، 17.

[103]   الديوان، النص22البيت 10.

[104]   الديوان، النص 58، البيتان 29. 30.

[105]   الديوان، النص58، الأبيات 1. 3 و 5. 6.

[106]  الديوان، النص20 البيت3 والنص:22، البيت7، والنص: 24، البيت:1، والنص 25، البيت:12، والنص:66، البيتان:1. 2، والنص: 73، البيت 3.

[107]  بلغ المدح في ديوان ابن محمدي {ت 1272هـ} 46،50% وبلغ الرثاء 19.8 % وبلغ المدح في ديوان ابن أحمد دام {ت 1260هـ }33% وبلغ في ديوان محمد بن حنبل {ت1302هـ}56.42 %.

[108] محمد ناصر، مقدمة ديوان ابن الطلبة، م. س، ص: 63.

القائمة

من أدب ابن الطلبة الحساني المزيد

من غزل ابن الطلبة  المزيد

محمد بن الطلبة المولد والنشأة  المزيد

المعجم الشنقيطي العربي المزيد

شعر محمد بن الطلبة المزيد

محمد بن الطلبة المولد والنشأة  المزيد

التعاون المغاربي يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع مؤسسات المغرب العربي بما في ذلك الموروث الثقافي البربري العربي 

المعجم الشنقيطي العربي المزيد

التعاون العربي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات العربية المحلية والدولية   المزيد

التعاون الإفريقي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات الإفريقية النشطة في المجال  المزيد

التعاون الدولي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع الهيئات الدولية المزيد

التعاون المغاربي يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع مؤسسات المغرب العربي بما في ذلك الموروث الثقافي البربري العربي 

مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث  مركز محمد بن المزيد

التعاون العربي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات العربية المحلية والدولية   المزيد

مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث  مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث مركز محمد بن المزيد

التعاون الإفريقي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع المؤسسات الإفريقية النشطة في المجال  المزيد

التعاون الدولي  يتطلع مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث إلى التعاون الثقافي والمعرفي مع الهيئات الدولية المزيد

 
top Back to top