من غزل ابن الطلبة:
إنّ نُـعـمى وإنَّ
أُمَّ الـبـنينا
لـفَـتاتانِ حـلـيَةُ الـظـاعنينا
إنّ أُمّ
البينَ تُنسيكَ نُغمى
ولَـنُعمى
تُنسيكَ أُمَّ البَنينا
حَـيٍّ مـن سـاحَةِ
الـمُبَيدِع دُورا
جَـنـبَةَ الـريِّـعِ قــد دَثَــرنَ دُثــورا
قــد أضَــرَّ الـبِـلا بِـهـا غـيـرَ لـوحٍ
مـــن رُســـومٍ تـخـالُـهُنَّ زَبـــورا
وبَــقـايـا
مـــن أرمِـــداتٍ تَـقـيـها
خـالـداتُ الـصَـفا الـصبا والـدبورا
حـبَّـذا هُــنَّ مــن مـعـاهِدَ لَــولا
أنّ
لــلِــدّهـر عـــثــرَةً وحُــبــورا
فَـقِـفـا وابـكِـيـا وعـــودا وجــودا
بـمَـصونِ الـدمـوعِ جـوداً مـطورا
وإذا مــا
لــم تُـسعِداني فـعوجا
إنّ غــدراً
أن تـمـنَعاني الـمُرورا
إنّ عــنـدي
لـهـا إذا لــم تُـعـينا
مــقـولاً مُـسـعِـداً وجَـفـنـاً دَرورا
وفُــؤاداً
عـلـى صــروفِ الـلَيالي
وانـصِـرامِ
الـصِـبا لِـجُـملٍ ذكــورا
إنَّ جُــمـلاً
مــتـى تُـلِـمَّ بِـجُـملٍ
تَــلـقَ جـيـدانـةً عَــروبـاً ذَعــورا
أوحَـشَ الـنيشُ
بعدَ أترابِ جُملٍ
ولــقَــد
كــــان آهِـــلاً مـعـمـورا
فإلىَ الرَقمَتَينِ
من مُنحنى المَو
جِ بـحَـيثُ الـصـفا يَـرى الـتَيهورا
فـالـدِيارُ الـتّـي بِـجَـنبِ قُـدَيـسٍ
عـــادَ مـعـمورَ خـيـفِها مـهـجورا
فـلَـنـا فـــي لـــواهُ أيّـــامُ عـيـدٍ
عـزَّ مـن قـد بَـدا بـهِنَّ الـحُضورا
حـينَ إذ جُـملُ مـنكَ غـيرُ بـعيدٍ
لا
يُـعـنّـيـكَ أن تَــــرى أو تَـــزورا
حـيـنَ إذ هِــيَّ بـالـبَناتِ تـلَهّى
يـــا لَــهـا شــادِنـاً أغَــنَّ نـفـورا
وإذا رَيــــتَ ثـــمَّ ريـــتَ نـعـيـماً
طــابَ مــا شـئـتَ لَــذَّةً وحُـبورا
قــد قَـضَـينا بــهِ نُــذورَ الـتصابي
وتـغـبَّـرت مــنـهُ فــيـهِ الـخُـمورا
وتَـمَـتَّـعتُ مـــن جَــنـاهُ ولــكِـن
مـــا مَــتـاعُ الـحَـيـاةِ إلّا غُـــرورا
دَرَّ دَرُّ الـشَبابِ مـن خِدنِ صِدقٍ
غـيرَ أنّـي ظَـنَنتُ أن لَـن يـحورا
إنَّ فـي الـقَلبِ مـن صِـباهُ عُلالا
تٍ أتـى الـشَيبُ دونَـها والنُذورا
لَـيتَ عصرَ الشبابِ عادَ لنَقضي
مــن لُـبـاناتِنا ونَـشفي الـصدورا
|